للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في روايتهما قصة مصالحة علي أبي بكر ومبايعته له رضي الله عنهما.

* * * * *

١٧ - أخرج البخاري في صحيحه، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ عَلَى المِنْبَرِ يَقُولُ: «اقْتُلُوا الحَيَّاتِ، وَاقْتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ (١) وَالأَبْتَرَ (٢)، فَإِنَّهُمَا يَطْمِسَانِ البَصَرَ، وَيَسْتَسْقِطَانِ الحَبَلَ» قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَبَيْنَا أَنَا أُطَارِدُ حَيَّةً لِأَقْتُلَهَا، فَنَادَانِي أَبُو لُبَابَةَ: لاَ تَقْتُلْهَا، فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ أَمَرَ بِقَتْلِ الحَيَّاتِ قَالَ: إِنَّهُ نَهَى بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ ذَوَاتِ البُيُوتِ، وَهِيَ العَوَامِرُ (٣).

[القدر المدرج]

قوله: "وَهِيَ العَوَامِرُ"

[ما يثبت به الإدراج]

قال ابن حجر: "قوله: "وهي الْعَوَامِر" هو كلام الزُّهْرِيّ، أُدْرِج في الخبر، وقد بَيَّنَه مَعْمَر في روايته عن الزُّهْرِيّ فساق الحديث، وقال في آخره، قال الزُّهْرِيّ: وَهِي الْعَوَامِر" (٤)، وتبع ابن حجر في ذلك بدر الدين العيني (٥) والسيوطي (٦).

[تخريج الحديث]

أخرجه مسلم (٧) وأبو داود (٨) والإمام أحمد (٩) من طريق سُفْيَان بن عُيَيْنَة عن


(١) ذو الطُّفْيَتَيْنِ: حَيَّة لَهَا خَطَّان أَسْودان يُشَبَّهان بالخُوصَتَيْن (انظر: لسان العرب لابن منظور، مادة (طفا)).
(٢) الأَبْتَر: حَيَّة لَيِّنَة خَبيثَة قَصِيرة الذَّنَب (انظر: المصدر نفسه، مادة (بتر)).
(٣) البخاري، الجامع المسند الصحيح: كتاب بدء الخلق، باب قَوْل اللَّه تعالى: {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} [البقرة: ١٦٤]، رقم (٣٢٩٧)، ٤/ ١٢٧.
(٤) ابن حجر، فتح الباري شرح صحيح البخاري، ٦/ ٣٤٩.
(٥) بدر الدين العيني، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، ١٥/ ١٨٩.
(٦) السيوطي، المدرج إلى المدرج، ص ٤١.
(٧) مسلم، المسند الصحيح المختصر: كتاب السلام، باب قتل الحيّات وغيرها، رقم (٢٢٣٣)، ٤/ ١٧٥٢.
(٨) أبو داود، سنن أبي داود: كتاب الأدب، باب قتل الحيّات، رقم (٥٢٥٢)، ٤/ ٣٦٤.
(٩) الإمام أحمد، المسند: مسند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، رقم (٤٥٥٧)، ٨/ ١٥٩.

<<  <   >  >>