للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[القدر المدرج]

قوله: "وَالتَّجْبِيهُ: أَنْ يُحْمَلَ الزَّانِيَانِ عَلَى حِمَارٍ، وَتُقَابَلُ أَقْفِيَتُهُمَا، وَيُطَافُ بِهِمَا".

[ما يثبت به الإدراج]

وقد نقل الحافظ ابن حجر عن إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ (١) أَنَّه جزم بأن تفسير التَّجْبِيه من قول الزُّهْرِيّ، فكأَنَّه أُدْرِج في الخبر؛ لِأَنّ أصل الحديث من روايته (٢).

[تخريج الحديث]

سبق تخريجه (٣)، والحديث بهذا الإسناد ضعيف، منقطع، لإبهام الرجل من مُزَيْنَة الذي روى عنه الزُّهْرِيّ، وقد وصفه الزُّهْرِيّ: بأنه ممن يتبع العلم ويعيه". وعلى الرغم من هذا الوصف فإن جهالته شخصًا وحالًا موجبة ضعف الحديث؛ فإن رواية المجهول لا تقوم بها حجة.

وله شاهد صحيح من حديث الْبَرَاء بن عَازِبٍ (٤).

* * * * *

٤٨ - أخرج أبو داود في سننه، قال: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْجِيزِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ نَافِعٍ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، أَنَّ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ، قَالَتْ: مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَذِبِ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: لَا أَعُدُّهُ كَاذِبًا، الرَّجُلُ يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، يَقُولُ: الْقَوْلَ وَلَا يُرِيدُ بِهِ إِلَّا الْإِصْلَاحَ، وَالرَّجُلُ يَقُولُ: فِي الْحَرْبِ، وَالرَّجُلُ يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ، وَالْمَرْأَةُ تُحَدِّثُ زَوْجَهَا (٥).


(١) هو: إِبْرَاهِيْم الحَرْبِيّ أبو إِسْحَاق بن إِسْحَاق البَغْدَادِيّ، الإمام الحافظ العلامة صاحب التصانيف، مولده: في سنة ثَمَانٍ وَتِسْعِيْن ومئة، (انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء للذهبي، ١٣/ ٣٥٦).
(٢) انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر، ١٢/ ١٢٩.
(٣) انظر: الحديث رقم (١٤) من البلاغات.
(٤) انظر: الحديث رقم (١٤) من البلاغات.
(٥) أبو داود، سنن أبي داود: كتاب الأدب، باب في إصلاح ذات البين، رقم (٤٩٢١)، ٤/ ٢٨١.

<<  <   >  >>