للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو من كلام الزُّهْرِيّ، ولعله كان يُدرجه عند ما يحدّث بحديثها، وهو بهذا اللّفظ ثابت من رواية الزُّهْرِيّ، عن أبي سلمة، وحميد بن عبد الرحمن، كلاهما عن أبي هريرة" (١)، فربما ظنه إسحاق بن راشد من حديث عائشة؛ فنسبه إليها.

الطريق الثاني: أخرجه النَّسائي عن:

زَكَرِيَّا بن يَحْيَى، عن إِسْحَق، عن عَبْد اللَّه بن الْحَارِثِ، عن يُونُس الْأَيْلِيّ، عن الزُّهْرِيّ، عن عُروة، عن عائشة رضي الله عنها، ورجال هذا الإسناد: سبعة:

زَكَرِيَّا بن يَحْيَى، هو: زكريّا بن يحيى بن إياس السّجْزيّ، أبو عبد الرحمن، نزيل دمشق، المعروف بخيّاط السنّة (ت: ٢٨٩ هـ)، ثقة حافظ (٢).

إِسْحَاق، هو: إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي، أبو محمد بن راهويه المروزي (ت: ٢٣٨ هـ)، ثقة حافظ مجتهد قرين أحمد بن حنبل، ذكر أبو داود أنه تغير قبل موته بخمسة أشهر (٣)، قلت لم يقل ذلك إلا أبو داود، ثم قال: "وسمعت منه في تلك الأيام، فرميت به" (٤)، وبسبب هذا التغير أورده الإمام الذهبي في الميزان (٥)، ليس انتقاصًا لقدره؛ بل لإنصافه وبيان أمر اختلاطه، وقد قال في أول ترجمته: أحد الأئمة الأعلام، ثقة حجة، وَقَال بعد أن أورد طائفة من آراء العلماء الأعلام في توثيقه، وذكر حديثين قيل أن إسحاق أخطأ فيهما لتغيره: وذكر لشيخنا أبي الحجاج (المزي) حديث فقال: قيل: إسحاق اختلط في آخر عُمَره"، فقال الذهبي: الحديث ما رواه عَنْ ابْن عُيَيْنَة، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ عُبَيد اللَّه، عَنِ ابن عباس، عن ميمونة في الفأرة، فزاد فيه إسحاق من دون أصحاب سفيان: وإن كان ذائبا فلا تقربوه". فيجوز أن يكون الخطأ ممن بعد إسحاق، وكذا حديث رواه جعفر الفريابي: حَدَّثَنَا إسحاق بن راهويه، حَدَّثَنَا شبابة، عن الليث، عن عقيل، عن


(١) محمد بن علي بن آدم بن موسى الإتيوبي، ذخيرة العقبى في شرح المجتبى، ٢١/ ٤٧.
(٢) انظر: تقريب التهذيب لابن حجر، ص ٢١٦، وتهذيب الكمال للمزي، ٩/ ٣٧٤.
(٣) المصدر نفسه، ص ٩٩، وانظر: تهذيب الكمال للمزي، ٢/ ٣٧٣.
(٤) المزي، تهذيب الكمال للمزي، ٢/ ٣٨٧.
(٥) الذهبي، ميزان الاعتدال، ١/ ١٨٢، ١٨٣.

<<  <   >  >>