للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[القدر المدرج]

قوله: "مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَذِبِ إِلَّا .... إلى آخره".

[ما يثبت به الإدراج]

قال الخطيب: "قال مُوسَى بن هارون: وقد ذكرنا أنه وقع في الحديث وَهْم غَلِيظ، وَلِعَمْرِي إِنَّه لَوَهْم غَلِيظ جدًّا؛ لأنّ هذا الكلام إنَّما هو قول الزُّهْرِيّ، أنَّه لم يَسْمَع يُرَخِّص في الْكَذِب إلَّا في الثَّلاث خصال، وإنَّمَا روى الزُّهْرِيّ عن حُمَيْد (بن عبد الرحمن) عن أمِّه (أُمّ كُلْثُوم بنت عُقْبَة): "أَنّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لَيْس بِالْكَاذِب من أَصْلَح بين النَّاس، فقال خَيْرًا أَوْ نَمَى خَيْرًا". ليس في حَدِيث النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أكثر من هذا، وَاتَّفَقَ على هَذِه الرِّوَايَةِ: أَيُّوب السَّخْتِيَانِيّ وَمَالِك بن أَنَس وَصَالِح بن كَيْسَان وَمُوسَى بن عُقْبَة وَمُحَمَّد بن عَبْد اللَّه ابن أَبِي عَتِيق وَمَعْمَر بن رَاشِد وَالنُّعْمَان بن رَاشِد وَعُقَيْل بن خالد ويونس ابن يَزِيد وَشُعَيْب ابن أبي حَمْزَة وَعَبْد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق وَمُحَمَّد بن الْوَلِيد الزُّبَيْدِيّ وَسُفْيَان بن حسين" (١).

كما بين الدَّارَقُطْنِيّ (٢) وابن حجر (٣) أن هذا الكلام من قول الزُّهْرِيّ.

وقد أورده مسلم (٤) منفصلًا من قول الزُّهْرِيّ.

وقد أخرجه النَّسائي (٥) صريحًا من كلام الزُّهْرِيّ، من رواية يونس، وقال: يونس أثبت في الزُّهْرِيّ.

[تخريج الحديث]

أخرجه الإمام أحمد (٦) والْبَيْهَقِيّ (٧) من طريق الليث بن سعد، عن ابن الهاد، بهذا


(١) الخطيب البغدادي، الفصل للوصل المدرج في النقل، ١/ ٢٦٧.
(٢) الدَّارَقُطْنِيّ، العلل الواردة في الأحاديث النبوية] دار ابن الجوزي، الدمام، ط ١، ١٤٢٧ هـ[، ١٥/ ٣٥٨.
(٣) انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر، ٥/ ٣٠٠.
(٤) مسلم، المسند الصحيح المختصر: كتاب البِرّ والصِّلة والآداب، باب تحريم الكذب وبيان ما يباح منه، رقم (٢٦٠٥)، ٤/ ٢٠١١.
(٥) النَّسائي، السنن الكبرى: كتاب عِشْرَة النِّسَاء، رقم (٩٠٧٦)، ٨/ ٢٣٦.
(٦) الإمام أحمد، المسند: حديث أُمّ كُلْثُوم بنت عُقْبَة أُمّ حُمَيْد بن عبد الرَّحْمَن، رقم (٢٧٢٧٥)، ٤٥/ ٢٤٥.
(٧) الْبَيْهَقِيّ، السنن الكبرى: كتاب الشهادات، باب من يُظَنّ به الكذب, وله مخرج منه, لم يلزمه اسم كذاب، رقم (٢٠٨٣٣)، ١٠/ ٣٣٣.

<<  <   >  >>