للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المروءة والعقل، فَقَبِل عنه، وأحسن الظن به، فسكت عن اسمه إما لأنه أصغر منه، وإما لغير ذلك، وسأله مَعْمر عن حديثه عنه، فأسنده له (١).

ثالثًا: وقد يكون ثبوت الأثر ووروده من طرق متعددة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - سببًا للإرسال عند الزُّهْرِيّ:

ومن ذلك ما رواه يونس بن يزيد الأيلي عن الزُّهْرِيّ أنه قال: "فَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ لُحُومِهَا" (٢)، أي: نهيه - صلى الله عليه وسلم - عن أكل لحوم الحُمُر الأهلية، وهو يتصل من وجوه صحاح ثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث ابن عمر وجابر بن عبد الله والبَرَاء بن عازب وابن أَبي أَوْفَى وأبي ثَعْلَبَة الخُشَنِيّ، .... وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين، بل وتعددت طرقه أيضًا عن الزُّهْرِيّ، يرويه عن أبي إِدْرِيس الْخَوْلَانِيّ، عن أبي ثَعْلَبَة الْخُشَنِيّ، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - (٣).


(١) انظر: الرسالة للشافعي، ص ٤٧٠.
(٢) البخاري، الجامع المسند الصحيح: كتاب الطب، باب ألبان الأُتُن، رقم (٥٧٨١)، ٧/ ١٤٠.
(٣) انظر: الحديث رقم ٤ من البلاغات.

<<  <   >  >>