للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إسحاق، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه قال: خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه النبي في أشياخ من قريش (فذكر الراهب وقال في آخرها) فردَّه أبو طالب، وبعثَ معه أبو بكر بلالًا، وزوَّده الراهب من الكعك والزبيب. فهذا من الأوهام الظاهرة لأن بلالًا إنما اشتراه أبو بكر بعد مبعث النبي ، وبعد أن أسلم بلالٌ وعذَّبه قومه، ولما خرج النبي إلى الشام مع عمه أبي طالب كان له من العمر اثنتا عشرة (١) سنة وشهران وأيام. ولعل بلالًا لم يكُن بعد ولد (٢) ولما خرج المرة الثانية، كان له قريبٌ من خمس وعشرين سنة ولم يكن مع أبي طالب إنما كان مع ميسرة.

الثاني: ما ذكره من تحاورِ سعدِ بن عُبادة وسعد بن معاذ، وقصة (٣) الإفك كانت بعد الخندق عندَ البخاري وجماعة. قال البخاري في


= والحديث ذكره الحاكم أيضًا في "المستدرك" ٢/ ٦١٥ - ٦١٦ وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي في تلخيصه وقال: أظنه موضوعًا فبعضه باطل. وقال في "الميزان" (٤٩٣٤): ومما يدل على أنه باطل قوله: وردَّه أبو طالب وبعث معه أبو بكر بلالًا وبلال لم يكن خلق بعد وأبو بكر كان صبيًا. وانتقده أيضًا من جهة متنه بعدما أورده بطوله في السيرة النبوية من "تاريخ الإسلام" ١/ - ٥٥ - ٥٧ تحت عنوان سفره مع عمه إن صح" وقال: وهو حديث منكر جدًّا: وأين كان أبو بكر؟ كان ابن عشر سنين فإنه أصغر من رسول الله بسنتين ونصف، وأين كان بلال في هذا الوقت؟ فإن أبا بكر لم يشتره إلا بعد المبعث، ولم يكن ولد بعد .. وفي الحديث ألفاظ منكرة، تشبه ألفاظ الطُرُقية، مع أن ابن عائذ قد روى معناه في مغازيه دون قوله: "وبعث معه أبو بكر بلالًا" إلى آخره.
(١) في (أ) و (ب): إثني عشر، والصواب ما أثبتنا.
(٢) في (ب): لم يكن ولد بعد.
(٣) في (ب): قضية.