للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال عُروة: "بعث معاويةُ مرةً إلى عائشة بمائة ألف درهم فقسمتها لم تَتْرُكْ منها شيئًا، فقالت بريرةُ: "أنتِ صائمةٌ، فهلا ابتعت لنا منها بدرهم لحمًا؟ " قالت: "لو ذكرتني لفعلتُ" رواه الحاكم (١).

وعنه أيضًا قال: "رأيت (٢) عائشة تصدقت بسبعينَ ألفَ درهم، وإنها لترقع جانبَ درعها" (٣). وقد اشتمل هذا على ثلاثِ فضائل: فضلِ عبادتها وجودها وزهدِها.

السابعة والثلاثون: شدةُ ورعها: في صحيح مسلم (٤): أن شريحًا لما سألها عن المسح على الخفين، فقالت: "إيتِ عليًا، فإنه أعلمُ بذلك مني".

وذكر أهلُ المغازي منهم سعيد بن يحيى بن سعيد الأُموي (٥): أن عائشة لما دُفِنَ عمرُ بن الخطاب في حُجرتها صارت تحتجبُ من القبر فرضي الله عنها.

وأسند الحاكم في "مستدركه" (٦) من جهة (٧) هشام عن أبيه، عن عائشة قالت: "كنت أدخلُ البيتَ الذي دُفِنَ مَعَهُما عمر، والله ما دخلتُ


= فيه: أما عائشة فقد فرق عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بين صيام الدهر وبين سرد الصوم كما ذكرنا، ولم يثبت عليها إلا السرد وهو المتابعة لا صوم الدهر، ولو صح عنها ذلك ولا يصح!
(١) في "المستدرك" ٤/ ١٣ وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" ٢/ ٤٧، وابن سعد ٨/ ٦٧.
(٢) في المطبوع: وإن، والمثبت من (أ) و (ب).
(٣) أخرجه ابن سعد في "الطبقات" ٨/ ٦٦ بلفظ: رأيتها تصدق بسبعين ألفًا وإنها لترفع (لترقع) جانب درعها. وذكره الذهبي في "السير" ٢/ ١٨٧.
(٤) أخرجه مسلم في الطهارة باب التوقيت في المسح على الخفين (٦٣٩).
(٥) هو سعيد بن يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص الأموي المتوفى سنة ٢٤٩ هـ. انظر: في "الجرح والتعديل" ٤/ ٧٤ وتهذيب التهذيب ٤/ ٨٦.
(٦) "المستدرك" ٤/ ٧.
(٧) من جهة هشام، كذا في (أ) و (ب).