للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ينقطع عمله بموته فلا يتصور في حقه (١) الإيثارُ بالقرب (٢) بعد الموت (٣) إذ لا تقرب في حق الميت وإنما هو إيثار بمسكن شريف وكأنها فهمت قرينة الحال أن الموضع له للحديث المشهور الذي رواه الطبراني في معجمه الكبير (٤) أنها رأت أن ثلاثة أقمار سقطن في حجرتها فلما مات النبي قال لها الصدّيق: هذا أحد أقماري وهو خيرها".

الثامنة والثلاثون: أنها سمعته يقولُ في يومٍ من الأيام فقدها: "واعَروساه" (٥) فجمعها الله عليه. ذكر ابن شاهين (٦) في كتاب "السنة".


(١) قال سعيد الأفغاني في التعليق هنا: "رموز لم تحل أصلًا وقد ذهب بعض حروفها مع حرف الصفحة"، أثبتناه من (ب).
(٢) أثبتناه من (ب) أيضًا.
(٣) وقع في النسخة المطبوعة بياضات وفراغات لم تحل، استدركناها كلها من (ب).
(٤) رواه الطبراني في "معجمه" الأوسط ٧/ (٦٣٦٩): حدثنا محمد بن عمرو، حدثنا أبي حدثنا بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عائشة أنها رأت في المنام أنه سقط في حجرتها ثلاثة أقمار فذكرت ذلك لأبي بكر فلما توفي رسول الله فدفن في بيتها قال أبو بكر: هذا خير أقمارك.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٧/ ١٨٥: وعن أيوب عن نافع عن ابن عمر أو محمد بن سيرين عن عائشة أنها قالت: رأيت كأن ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي فقال أبو بكر: إن صدقت رؤياك دفن في بيتك خير أهل الأرض ثلاثة فلما مات النبي قال لها أبو بكر: خير أقمارك يا عائشة ودفن في بيتها أبو بكر وعمر. رواه الطبراني في الكبير وهذا سياقه والأوسط عن عائشة من غير شك ورجال الكبير رجال الصحيح.
(٥) أخرجه أحمد في "المسند" (٢٦١١٢) كما يلي: حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا يونس، حدثنا أبو شداد، عن مجاهد قال: قالت عائشة: خرج رسول الله ، فلما كنا بالحزّ انصرفنا وأنا على جمل، وكان آخر العهد منهم، وأنا أسمع صوت النبي وهو بين ظهري ذلك السَّمُرَ وهو يقول: واعَرُوساهُ، قالت: فوالله إني لعلى ذلك إذ نادى منادٍ أن ألقي الخطام، فألقيته، فأعلقه الله بيده، إسناده ضعيف لجهالة أبي شداد.
(٦) هو الشيخ الصدوق، الحافظ العالم، شيخ العراق، وصاحب التفسير الكبير، =