للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووجعت يومًا فقالت: "وارأساه" فقال النبي : "بل أنا وارأساه" (١) ففيه إشارة للغاية في الموافقة، حتى تألَّمَ بألمها، فكأنه أخبرها بصدقِ محبتها حتى واساها في الألم ومنهم مَن حمله (٢) على الأمر بالصبر أي (٣): بي من الوجع مثلُ ما بكِ فتأسِّيْ بي في الصبر وعدم الشكوى. والظاهرُ الأول.

وروى الإمام أحمد في مسنده (٤) حدثني عبد الله حدثنى أبي عن وكيع عن إسماعيلَ عن مصعب بن إسحاق بن طلحة عن عائشة قالت: قال رسول الله : "إنه ليهوِّن عليَّ أني (٥) رأيتُ بياضَ كف عائشة في


= أبو حفص، عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب بن أزداذ البغدادي الواعظ ابن شاهين المتوفى سنة ٣٨٥ هـ. له ترجمة في "السير" ١٦/ (٣٢٠).
(١) أخرجه البخاري في المرضى باب ما رخِّص للمريض أن يقول: إني وجع، أو وارأساه، أو اشتد بي الوجع (٥٦٦٦) وفي الأحكام باب الاستخلاف (٧٢١٧) عن عائشة قالت: وارأساه، فقال رسول الله : ذاك لو كان وأنا حيٌّ فأستغفر لكِ وأدعو لك، فقالت عائشة: واثُكْلَيَاهْ والله إني لأظنك تحب موتي، ولو كان ذلك، لظلتَ آخر يومك معرسًا ببعض أزواجك. فقال النبي : بل أنا وارأساه، لقد هممت أو أردت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهدَ، أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون، ثم قلت: يأبى الله ويدفع المؤمنون، أو يدفع الله ويأبى المؤمنون.
(٢) وقع في النسخة المطبوعة وفهم من له، وهو تحريف، أثبتناه من (ب).
(٣) أثبتناه من (ب) أيضًا.
(٤) "المسند" (٢٥٠٧٦) إسناده ضعيف لجهالة مصعب بن إسحاق بن طلحة، وهو من رجال "التعجيل"، تفرد بالرواية عنه إسماعيل بن أبي خالد، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.
(٥) في (ب): أن.