[تنقل] إليه بعض أخبار عن بعض أهلها. فهذا وجه في ترجيح مذهبه، والمصير إلى اتباع قوله.
الوجه الثاني: قُرب زمانه من التابعين، [وهو] من تابعي التابعين، وهو القرن الثالث الذي انتهت إليه شهادة الرسول [- صلى الله عليه وسلم -] حيث قال: "خير القرون قرني الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم". فقد أدرك - رضي الله عنه - جملة من التابعين، وسلك مسلكهم، واتبع طريقتهم في الديانة والصيانة، وإجلال السنة وتعظيم العلم، (١٧٢/ ب) حتى أنه - رضي الله عنه - مر يومًا على مجلس أبي حازم وهو يحدث، فجاوزه ولم يجلس، فقيل له في ذلك، فقال: لم أجد مجلسًا، وكرهت أن أحمل حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا قائم. فهذا وجه.
ووجه آخر: وهو طول زمانه، واتساع أيامه، فإنه أقام دهره كله في مسجد رسول الله [- صلى الله عليه وسلم -]، لقراءة العلم وإقرائه، إلا ما يتفق له من حج أو عمرة، ولم تكن له سفرات، ولا ترددات في الأرض، بل كان العلم شغله [وطلبته].