للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - كما أنَّ هذه الكتبَ لا تذكرُ ـ في الغالبِ ـ إلاَّ الألفاظَ المناسبةَ لموضوعِ الكتابِ، وقَلَّ أنْ تذكرَ ألفاظاً لا علاقةَ لها بموضوعِ الكتابِ، ومن ذلك ما ورد في كتابِ «الإبدال» لابن السِّكِّيت (ت:٢٤٤) (١)، قال: «... ما يَنُوصُ لحاجةٍ، وما يقدر على أن يَنُوصَ؛ أي: يتحرَّك لشيءٍ، ومنه قوله تعالى: {وَلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ} [ص: ٣]، ومعنى وَلاَتَ: ليس. ومَنَاصٍ، مثل: مَنَاض» (٢).

ففي هذا المثالِ تجدُ ابن السِّكِّيتِ (ت:٢٤٤) يُوردُ الإبدالَ في الضَّادِ والصَّادِ في مَنَاصٍ ومَنَاض، ثمَّ ذكر الآية، ثمَّ استطرد في معنى «وَلاَت».

٥ - وقدْ تخلو بعضُ الرَّسائلِ اللُّغويَّةِ منْ ذكرِ ألفاظٍ قرآنيَّةٍ مفسَّرةٍ، وذلك لأسباب؛ منها:

* أن لا يوجدَ لموضوعِ الكتابِ ما يناسبُه منْ ألفاظٍ قرآنيَّةٍ.

* أو لعدمِ حضورِها في ذهنِ المؤلِّفِ، أو لغيرِها من الأسبابِ (٣).

وعوداً على بدءٍ، فإنَّ كتبَ الموضوعاتِ لا تكادُ تخرجُ عنْ بيانِ مدلولِ اللَّفظِ في اللُّغةِ، ومن الأمثلةِ الواردةِ في بعضِ الكتبِ ما يلي:


= الألفاظ التالية، يطمثهنَّ (ص:٧٧)، مَنِيٍّ يُمْنَى (ص:٧٩)، أثقلت (ص:٨٤)، العشار (ص:٨٦).
(١) يعقوب بن إسحاق بن السِّكِّيت، اللغوي النحوي، الكوفي، كان من أهل الفضل والدين، وكان يؤدِّب ولد المتوكل بالله، وقتله المتوكل بالضرب في قصة مذكورة في ترجمته، وله من الكتب: إصلاح المنطق، والإبدال، وغيرهما، توفي سنة (٢٤٤)، وقيل غيرها. ينظر: تاريخ بغداد (٤:٢٧٣ - ٢٧٤)، وإنباه الرواة (٤:٥٦ - ٦٣).
(٢) الإبدال لابن السِّكِّيت، تحقيق: د. حسين محمد شرف (ص:١٢٢)، وينظر فيه الألفاظ التالية: تَخَوُّف (ص:١٠٠)، سبحاً (ص:١٠٠ - ١٠١)، كُشِطَتْ (ص:١٣٣ - ١١٤)، دَسَّاهَا، يَتَسَنَّه، مَسْنُون، آسِن (ص:١٣٤)، فُومِهَا (ص:١٢٦)، يَصِدُّون، تَصْدِيَة (ص:١٣٥).
(٣) من الكتب اللغوية التي خلت من الآيات: كتب الأصمعي: الوحوش، واشتقاق الأسماء، وما اختلفت ألفاظه واتفقت معانيه، وسبب ذلك أن الأصمعي كان يتورع في تفسير الألفاظ القرآنية. ومن الكتب كذلك، كتاب البئر، لابن الأعرابي.

<<  <   >  >>