للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسألة الرابعة

في الشَّاهِد الشِّعريّ

كانتْ ظاهرةُ الاستشهادِ بالشِّعرِ بارزةً عند مفسِّري السَّلفِ (١)، وهي عند اللُّغويِّين أكثرُ، وقدْ كانتْ كتبُ غريبِ القرآنِ من أكثرِ كتبِ اللُّغويِّينَ إيراداً للشَّواهد اللُّغويَّةِ (٢)؛ كمجازِ القرآنِ، لأبي عبيدةَ (ت:٢١٠)، وغريبِ القرآنِ، لأبي عبدِ الرَّحمنِ عبدِ اللهِ بنِ يحيى اليزيديِّ (ت:٢٣٧) الذي قال عنه القفطي (ت:٦٢٤) (٣): «وصنَّف كتاباً في غريب القرآن حسناً في بابه، ورأيته في ستة مجلدات، يستشهد على كلِّ كلمة من القرآن بأبيات من الشعر، ملكته بخطِّهِ ...» (٤).


(١) سيأتي الحديثُ عن مسائلِ نافعِ بن الأزرق في مصادر التفسير، عند الحديث عن كتب غريب القرآن.
(٢) على سبيل المثال: بلغت الشواهد الشعرية في كتاب غريب القرآن، لابن قتيبة أكثر من مائة شاهد شعري في تفسير ألفاظ القرآن.
(٣) علي بن يوسف، الوزير جمال الدين القفطي، الأديب، كان واسع الاطلاع، وله تآليف، أكثرها في التاريخ ومعرفة أخبار الرجال، منها: إنباه الرواة في أنباه النحاة، وأخبار المصنفين وما صنفوه، توفي بحلب، سنة (٦٤٦). ينظر: معجم الأدباء (١٥:١٧٥ - ٢٠٤)، وسير أعلام النبلاء (٢٣:٢٢٧).
(٤) إنباه الرواة، للقفطي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم (٢:١٥١). وقد طُبِعَ كتابٌ بعنوان «غريب القرآن وتفسيره»، حققه الدكتور: عبد الرزاق حسين، وقد زعم أنه كتاب غريب القرآن لعبد الله بن يحيى اليزيدي، وهو بهذا قد دلَّس على القراء؛ لأن هذا الكتابَ المطبوعَ صغيرُ الحجمِ، والقفطي الذي ملك الكتاب بخطِّ مؤلفِه يقول: «رأيته في ستة مجلدات»، ثمَّ إن الشواهد في هذا المطبوع لا تتجاوز عشرة مواضع، والقفطي يقول: «يستشهد على كل كلمة من القرآن بأبيات من الشعر». والمحقق- مع =

<<  <   >  >>