للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الآي، وغيرِها مما مصدرُه النَّقلُ (١)، ومن ذلك:

تفسيرُه لقوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: ١٩٩]، قال: «كانتْ قريشٌ لا تخرجُ من الحرمِ، وتقولُ: لسنا كسائرِ الناسِ، نحنُ أهلُ اللهِ وقُطَّانُ حَرَمِه، فلا نخرجُ منه. وكان النَّاس يقفونَ خارجَ الحرمِ ويفيضونَ منه، فأمرهم اللهُ أن يقفوا حيثُ يقفُ الناسُ، ويفيضونَ من حيثُ أفاضَ الناسُ» (٢).

* بيان الأصلِ اللغويِّ للَّفظِ:

يظهرُ في كثيرٍ من الألفاظِ حرصُ ابنِ قتيبةَ (ت:٢٧٦) على بيانِ أصلِ اللَّفظِ في لغةِ العربِ، ولذا تراه يفسِّرُ معنى اللَّفظِ في سياقِه، ثُمَّ يُبَيِّنُ أصلَه الَّذي اشتُقَّ منه، وقد كانتْ هذه الظاهرةُ اللُّغويَّةُ واضحةً عنده، تراها في كتابِه (تأويلِ مشكلِ القرآنِ) (٣)، كما تراها في غريبِ القرآنِ (٤)، ومن ذلكَ تفسيرُه لقوله تعالى: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ} [النمل: ١٧]، وقوله: {وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ} [النمل: ١٩]، قال: «{فَهُمْ يُوزَعُونَ}؛ أي: يُدفعونَ. وأصلُ الوَزْعِ: الكفُّ والمنعُ، يقالُ: وزعتُ الرجلَ إذا كففتُه، ووازعُ الجيشِ: هو الذي يكفُّهم عن التَّفرُّقِ، ويردُّ مَنْ شذَّ منهم.


(١) ينظر مثلاً (ص:٧٩، ١٠٩، ١١٦، ١١٥)، وغيرها.
(٢) تفسير غريب القرآن (ص:٧٩).
(٣) تنظر الألفاظ الآتية في تأويل مشكل القرآنِ: السبت (ص:٧٩)، المثل (ص:٨٣)، التشابه (ص:١٠١)، المسد (ص:١٦١)، الاستدراج (١٦٥)، التزكية (ص:٣٤٤)، الهزم، سلك (ص:٤٣٢)، قضى (ص:٤٤١)، هدى (ص:٤٤٣)، وغيرها.
(٤) تنظر الألفاظ الآتية في تفسير غريب القرآن: تظاهرون (ص:٥٧)، القرء (ص:٨٧)، نحلة (ص:١٢٠)، مسافحين (ص:١٢٣)، المراغم (ص:١٣٤)، الغرم (ص:١٨٩)، الإمتاع (ص:٢٠١)، تقفو (ص:٢٥٥)، حصب (ص:٢٨٨)، الهباء (ص:٣١٢)، سبت (ص:٣١٣)، زلزلوا (ص:٣٤٨)، النحب (ص:٣٤٩)، المعارج (ص:٤٨٥)، صَعوداً (ص:٤٩١)، الرجز (ص:٤٩٥)، وغيرها كثيرٌ.

<<  <   >  >>