للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثاً الاختلافُ بسببِ مخالفةِ المعنى الأشهر في اللَّفظ

يَرِدُ على اللَّفظِ في لغةِ العربِ احتمالُ الاشتراكِ، كما سبقَ، وقدْ تكونُ دلالةُ اللَّفظِ على المعنيينِ في درجةٍ قويَّةٍ من الاحتمالِ، وقبولِ السياقِ لهما، وقدْ تتفاوتُ هذه المعاني في هذا الاحتمالِ، فيكون اللَّفظُ دائراً بين معنيينِ أحدهُما أشهرُ وأظهرُ في معنى اللَّفظِ من الآخرِ. وإذا دارَ الكلامُ بينَ هذينِ، قُدِّمَ الأشهرُ والأظهرُ من معاني اللَّفظِ، ومنْ أمثلةِ ذلك:

ذكرَ الطبريُّ (ت:٣١٠) في قوله تعالى: {وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً} [يونس: ٨٧] أقوالاً عنِ السَّلفِ:

القول الأول: وتَرْجَمَهُ بقوله: اجعلوا بيوتَكم مساجدَ تُصَلُّونَ فيها، وذكر ذلك عن ابنِ عباسِ (ت:٦٨)، وإبراهيمَ النَّخَعِيِّ (ت:٩٦) (١)، ومجاهدٍ (ت:١٠٤)، والضَّحَّاكِ (ت:١٠٥)، وزيدِ بنِ أسلمَ (ت:١٣٦)، وأبي مالك غزوانِ الغِفَارِيِّ الكوفيِّ (٢)، والربيعِ بن أنس (ت:١٣٩) (٣).


(١) إبراهيم بن يزيد، النخعي الكوفي، روى عن مسروق وعلقمة وغيرهما، كان هو والشعبي فقيهي الكوفةِ، ينظر: سير أعلام النبلاء (٤:٥٢٠ - ٥٢٩)، وغاية النهاية (١:٢٩ - ٣٠).
(٢) غزوان الغفاري، أبو مالك، الكوفي، صاحب التفسير، ثقةٌ، روى عن ابن عباس، وروى عنه السدي وغيره. ينظر: الطبقات الكبرى (٦:٢٩٥)، والجرح والتعديل (٩:٤٣٥).
(٣) ينظر: تفسير الطبري، تحقيق: شاكر (١٥:١٧١ - ١٧٣).

<<  <   >  >>