للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإشارةِ (هذا) (١)، وحكم (بئس ونِعْمَ) (٢)، وحكم (أَمْ) الاستفهاميَّة (٣)، وغيرها كثيرٌ (٤).

* لما كان هذا المنحى العربيُّ مؤثراً على الفرَّاءِ (ت:٢٠٧) في كتابِه، فإنك تجدُه كثيراً ما يفترضُ على النَّصِّ القرآنيِّ ليبيِّن صحَّةَ هذا الأسلوبِ الذي افترضَه، وقَصْدُهُ بهذا ـ والله أعلم ـ الاستطرادَ في المباحثِ العربيَّةِ التي كانتْ نَصْبَ عينيه وهو يملي كتابَه، ومنْ ذلكَ:

١ - قال: {وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا} [نوح: ٢٤] يقول: هذه الأصنامُ قدْ ضَلَّ بها قومٌ كثيرٌ. ولو قيلَ: وقدْ أضلتْ كثيراً، أو: أضْلَلْنَ، كان صواباً» (٥).

٢ - وقالَ: «قولُه: {اخْتَصَمُوا} [الحج: ١٩] (٦)، ولم يقلْ: اختصما؛ لأنها جَمْعَانِ ليسا برجلينِ، ولو قيل: اختصما، كان صواباً.

ومثله: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} [الحجرات: ٩]، يذهب إلى الجمع، ولو قيل: اقتتلتا لجاز، يذهب إلى الطائفتين» (٧).

أثرُ الاهتمامِ بعلومِ العربيَّةِ في تفسيراتِه:

لقد كانَ لاهتمامِ الفراءِ بالعربيَّةِ، والغفلةِ عن غيرِها من المصادرِ، أثرٌ في ذكرِ بعضِ الأوجهِ التي خُولِفَ فيها، كما كانَ له أثرٌ في عدمِ اعتمادِ قولِ المفسِّرينَ منَ الصَّحابةِ والتَّابعينَ في التَّفسيرِ اللُّغويِّ.


(١) معاني القرآن (١:١٣).
(٢) معاني القرآن (١:٥٦).
(٣) معاني القرآن للفراء (١:٧١ - ٧٢).
(٤) للاطلاع على المباحث النحوية في كتاب الفراء، ينظر: فهارس معاني القرآن، إعداد: فايزة المؤيد (ص:٢١١ - ٢٥٧).
(٥) معاني القرآن (٣:١٨٩).
(٦) يريد قوله تعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}.
(٧) معاني القرآن (٢:٢٢٠).

<<  <   >  >>