للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صور الاستفادة من الشِّعرِ في تفسيرِ القرآنِ:

الشَّاهدُ الشِّعريُّ وعلاقتُه بتفسيرِ القرآنِ من المباحثِ التي لم تلقَ عنايةً، حسبَ علمي، وهو من المباحثِ المليئةِ التي تحتاجُ إلى دراسةٍ مُستقلَّةٍ (١)، وسأذكرُ هنا بعضَ ما يتعلَّقُ به على سبيلِ الإيجازِ.

* صورُ الاستشهادِ بالشعر:

ظهرَ لي من خلالِ استقراءِ الشَّواهدِ الشِّعريَّةِ التي يستدلُّ بها مفسِّرو السَّلفِ واللُّغويُّون صورتان:

الصُّورةُ الأولى: أنْ يُورِدَ المفسِّرُ الشِّعرَ المُسْتَشْهَدَ به مُكتفياً فيه بورودِ اللَّفظِ المُسْتَشْهَدِ له، وإن لم يتضحْ معناه في بيتِ الشِّعر الذي استُعينَ به على فَهْمِ معنى اللَّفظِ.

وأكثرُ الشَّواهدِ الشِّعريَّةِ المستشهَدِ بها جاءت على هذه الصُّورةِ (٢)، ومنْ أمثلةِ ذلك:

قال أبو عبيدةَ (ت:٢١٠): {عَاقِرٌ} [آل عمران: ٤٠]: العَاقِرُ: التي لا تَلِدُ،


= الأسف - لمَّا نقل كلام القفطي هذا أسقط هذين الموضعين ولم يذكرهما؛ لأنهما لا يتناسبان مع كتابه الذي يقوم بتحقيقه، ومن ثَمَّ، فإن كانَ الكتاب لليزيدي، فهو ليزيديٍّ غيره.
(١) اطَّلعتُ بعد كتابة هذا البحث على رسالةٍ قيِّمةٍ بعنوان: دراسة الطبري للمعنى من خلال تفسيرِه، للباحث: محمد المالكي، وقد ذكر في مقدمتها أنَّ أطروحته للماجستير كانت بعنوان: جهود الطبري في الدراسة الأدبية للشواهد الشعرية من خلال تفسيره، وقد طُبعت أخيراً تحت إشراف كلية الآداب في الرباط، وفيه دراسة حول موضوع الشاهد الشعري على مستوى علاقته بتفسير القرآن الكريم. ينظر: دراسة الطبري للمعنى من خلال تفسيرِه (ص:٧، وفهرس المراجع ص:٣٧٩).
(٢) ينظر أمثلة في مجاز القرآن، الجزء الأول: لا ريب (ص:٢٩)، سبحانك (ص:٣٦)، رغداً (ص:٣٨)، أكِنَّة (ص:٤٦)، لعنهم الله (ص:٤٦)، قضى أمراً (ص:٥٢)، لولا يكلمنا (ص:٥٢)، وأرنا مناسكنا (ص:٥٥)، وغيرها.

<<  <   >  >>