للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المظفَّرِ (١). وسأجعله مثالاً لهذه الكتبِ؛ لأنها ـ في الغالبِ ـ تسيرُ على منوالٍ واحدٍ.

ولما كانَ مقصدُ التَّأليفِ على هذه الطريقةِ محاولةُ الإحاطةِ بلغةِ العربِ؛ فإنَّ المؤلِّفَ سيذكرُ ألفاظاً قرآنيَّةً ويقومُ بتفسيرِها.

ومن الملاحظِ أنَّ اللُّغويَّ في هذه الكتبِ قد يوردُ اللفظَ القرآنيَّ دونَ ذكرِ الآيةِ التي ورَدَ فيها؛ مثل تفسيرِ العِهْنِ في كتاب العين: «والعِهْنُ: المصبوغُ ألواناً من الصُّوفِ، ويقال: كلَّ صوفٍ: عهنٌ، والقطعة؛ عِهنَةٌ، والجمعُ: عُهُونٍ» (٢).

والعهنُ واردٌ في قوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبِالُ كَالْعِهْنِ} [المعارج: ٩]، وقوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} [القارعة: ٥]، ولم يذكر شيئاً من هذين الموضعينِ.

ومن أمثلةِ تفسيرِ الألفاظِ في كتابِ العينِ، ما يلي:

١ - قال: «والمُعْصِرَاتُ: سحاباتٌ تمطرُ، قال الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا} [النبأ: ١٤].


(١) كتب النضر بن شُميلٍ (ت:٢٠٣) أحد تلاميذ الخليل: كتاب الجيم، وقد نقل عنه الأزهري في تهذيبه (١:١٢٨)، قال: «وقرأتُ في كتاب الجيم، لابن شميلٍ ...».
وينظر من نسبه إليه في معجم المعاجم، للشرقاوي أحمد إقبال (ص:١٩٤ - ١٩٥). وقد طُبِعَ كتاب الجيم، لأبي عمرو الشيباني (ت:٢٢٠ تقريباً)، ومعجمه غير جامع للمواد اللغوية، وهو أشبه بكتابٍ يجمع غرائب اللغة، ولذا ندر في كتابه ذكر ألفاظ قرآنية مفسرة. وهذان العالمان معاصران لليث، غير أن كتابيهما لم يشتهرا شهرة كتاب العين.
(٢) العين (١:١٠٨)، وينظر في هذا الجزء الألفاظَ الآتيةَ: بخع (ص:١٢٣)، عقدة النكاح (ص:١٤٠)، القارعة (ص:١٥٦)، العلق، علقة (ص:١٦١)، العشار (ص:٢٤٧)، العرش (ص:٢٤٩)، الضريع (ص:٢٧٠)، العصف (ص:٣٠٦)، وفي الجزء الثاني الألفاظ الآتيةَ: بئر معطلة (ص:٩)، الرعد (ص:٣٣).

<<  <   >  >>