للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ} [الأنبياء: ٣٧]، فقال: من عجل: من طينٍ، وأنشدَ:

والنَّبْعُ في الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ مَنْبَتُهُ ... وَالنَّخْلُ يَنْبُتُ بَينَ المَاءِ وَالعَجَلِ (١)

وقدِ اعترضَ بعضُ العلماءِ على حملِ الآيةِ على هذا المعنى (٢).

وهذا المعنى ليس في اللُّغةِ دلالةٌ عليه سوى هذا البيتِ الذي حكمَ عليه بعضُ العلماء، فقال فيه: «ولا يبعدُ عنِ الصُّنْعِ» (٣).


= مع ما نسبه إليه القرطبي، حيث قال: «مجازه مجاز: خلق العجل من الإنسان، وهو العجلة، والعرب تفعل هذا إذا كان الشيء من سبب الشيء بَدَءُوا بالسبب ...».
وقد أُنشِد هذا البيت المستشهد به عن أبي عبيدة: [غرائب التفسير، للكرماني ١:٧٣٩، مجمع البيان، للطبرسي ١٧:٢٧] دون ذكر التفسير الذي نسبه إليه القرطبي.
كما نُسب هذا القول لابن عباس في كتاب: غريب القرآن، لليزيدي (ص:١١٩)، ولم ينسبه أحد غير هذا الكتاب لابن عباس، وهي نسبة غير موثوقة؛ لانفرادِه بالرواية عنه بلا سندٍ إلى ابن عباسٍ. والله أعلم.
(١) ينظر تهذيب اللغة، للأزهري (١:٣٦٩).
(٢) ينظر قول ابن جني في: لسان العرب، وتاج العروس، مادة (عجل)، وينظر: المحتسب لابن جني (٢:٤٦)، والمفردات، للراغب (ص:٥٤٨)، والمحرر الوجيز، لابن عطية، ط: قطر (١٠:١٥١)، والتسهيل لعلوم التنْزيل، لابن جزي (٣:٢٦)، وتفسير أبي السعود (٦:٦٧)، والتحرير والتنوير، للطاهر بن عاشور (١٧:٦٨). هذا، وقد تتابع كثير من المفسرين على ذكره بصيغة التمريض: «قيل»، أو «وقال بعضهم».
(٣) قاله السمين الحلبي في عمدة الحفاظ، تحقيق: محمد السيد الدغيم (ص:٣٤٣)، وينظر قول ابن دريد في تاج العروس، مادة (عجل، ولم أجد هذا القول في جمهرة اللغة)، وقول الزمخشري في الكشاف (٢:٥٧٣).
وقد نُسِبَ إنشاد هذا البيت إلى أبي عبيدة، ينظر: تفسير أبي حيان (٧:٤٣١)، وتاج العروس، مادة (عجل)، كما نُسِبَ إلى ابن الأعرابي، ينظر: وضح البرهان، لبيان الحق النيسابوري (٢:٤٠)، وتاج العروس، مادة (عجل).
هذا، وقد حكى بعض أهل اللغة هذا المعنى لغةً، كالصاحب بن عباد في المحيط =

<<  <   >  >>