للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي: كالقصور، وقالَ بعضُهم: «كَالْقَصَرِ» (١)؛ أي: كأعناقِ الإبلِ» (٢).

ثالثاً: الأُسْلُوبُ العَرَبِيُّ فِي الخِطَابِ القُرْآنِيِّ:

لقدْ كانتِ الأساليبُ العربيَّةُ في الخطابِ القرآنيِّ في كتابِ (معاني القرآن) قليلةً، كغيرها ممَّا يتعلقُ بمعاني القرآنِ، وسأذكرُ بعضَ الأمثلةِ التي أوردَها في كتابِه، وهي:

١ - التَّقْدِيمُ وَالتَّاخِيرُ:

الأصلُ في تفسير الكلامِ أنْ يُفسَّر على ترتيبهِ في النَّظْمِ، غيرَ أنَّ هذا الأصلَ قدْ يُتجاوزُ، فيقدَّمُ ما حقُّهُ التأخيرُ في ترتيبِ النَّظْمِ، ثُمَّ إِنَّهُ قدْ يكونُ لهذا التَّقديمِ والتَّأخيرِ أثرٌ في اختلافِ المعنى، ومنَ الأمثلةِ التي ذكرَها في موضوعِ التَّقديمِ والتَّأخيرِ ولها أثرٌ في المعنى: ما وردَ في قولِه تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ * بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ} [النحل: ٤٣، ٤٤]، حيث قال: «... والمعنى ـ والله أعلم ـ: وما أرسلنا منْ قبلِكَ إلاَّ رجالاً يُوحَى (٣) إليهم بالبيناتِ والزُّبرِ فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون» (٤).


(١) القراءة المتواترة (كالقَصْر) بفتح القاف وسكون الصاد، وقرأ ابن عباس وسعيد بن جبير (كالقَصَر) بفتح القاف والصاد. ينظر القراءة وتوجيهها في: المحتسب في شواذ القراءات، لابن جني (٢:٣٤٦ - ٣٤٧). وإعراب القراءات السبع وعللها (٢:٤٢٩).
(٢) معاني القرآن (٢:٥٦٣).
(٣) كذا جاءت في كتابه، وهي قراءة الجمهور، سوى حفصٍ عن عاصم. ينظر: إعراب القراءات السبع وعللها (١:٣٣٥).
(٤) معاني القرآن (١:٣٢٨)، وينظر قبل هذا النقل وبعده فهو في أمثلةِ التقديم والتأخير؛ لكن بعضها لا يتأثر به المعنى، والله أعلم.

<<  <   >  >>