للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا، ويُعَدُّ كتابُ (مجازِ القرآنِ) لأبي عبيدةَ معمرِ بنِ المثنَّى البصريِّ (ت:٢١٠) أوَّلَ كتابٍ مطبوعٍ من كتبِ غريبِ القرآنِ؛ بلْ لا يبعدُ أنْ يكونَ أوَّلَ كتابٍ للُّغويِّين يتعلَّقُ بتفسيرِ القرآنِ، نظراً للحملةِ الاستنكاريَّةِ التي قامتْ عليه، مما يدل على أنه بِدْعٌ في التأليفِ في هذا المجال (١). واللهُ أعلمُ.

وسأبسطُ القولَ في ثلاثةٍ من كتبِ غريبِ القرآنِ، وهي مجاز القرآن، لأبي عبيدة (ت:٢١٠)، وغريب القرآن، لابن قتيبة (ت:٢٧٦)، وغريب القرآن، لابن عُزَيزٍ السِّجستانيِّ.


(١) ممن ذُكِر له نقد من معاصريه: أبو عمر الجرمي (ت:٢٢٥)، قال: «أتيت أبا عبيدة بشيء منه [يعني: مجاز القرآن]، فقلت له: عمَّن أخذت هذا يا أبا عبيدة، فإنَّ هذا خلافُ تفسير الفقهاء.
فقال لي: هذا تفسير الأعراب البوَّالين على أعقابهم، فإن شئت فخذه، وإن شئت فذره». طبقات النحويين واللغويين (ص:١٧٦)، وينظر فيه نقد أبي حاتم السجستاني له (ص:١٧٦)، وانظر: الأضداد لأبي حاتم، تحقيق: محمد عودة (ص:١٠١، ١٣٠)، وقد نقده الفراء كما في نزهة الألباء في طبقات الأدباء (ص:٨٧)، كما نقده الأصمعي والطبري، وغيرهم مما قد يطول ذكره.
هذا، وقد أفاد منه جمعٌ من العلماء، وينظر مثلاً لمن نقل عنه أو اعترض عليه:
* البخاري في كتاب التفسير من صحيحه، ينظر: فتح الباري (٨:٦٩، ٣٦٤، ٤٢٣).
* وابن قتيبة في غريب القرآن (ص:١١٠، ١٥٠، ٢٣٦، ٣٥٠).
* وأبو إسحاق الحربي في غريب الحديث (١:٧٢، ٨٨، ٩٦، ١٨٩).
* والطبري في تفسيرِه، تحقيق شاكر (١:١١٩، ١٣٢، ٢٧٤)، وطبعة: الحلبي (٢٢:٦٥، ٦٧، ١٢٨، ١٥١).
* وابن دريد في جمهرة اللغة (١:٥٨، ١٧٠، ٢٠٩، ٢٩٩، ٣٠٦، ٦٠٤).
* وابن عُزَيز في غريب القرآن (ص:١٨٦، ١٨٧، ٢٠١، ٢٢٩، ٣٤١، ٣٦٣)، وغيرهم كثير.
ومجاز القرآن من أكبرِ الكتب المعتمدة في غريب القرآن، والتي لها أثر ظاهر على المفسرين.

<<  <   >  >>