للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الراغبُ الأصفهانيُّ (ت: بعد:٤٠٠)، وكتابُه من أوسعِ كتبِ غريبِ القرآنِ وأحسنِها (١).

وهذه الطَّريقةُ أتاحتْ للرَّاغب (ت: بعد:٤٠٠) ـ لتوسِعه في عرضِ المفرداتِ ومواطِنها في القرآنِ ـ ذكرَ معاني اللَّفظِ في مواردِه من القرآنِ، مع بيانِ أصلِ معناه في كثيرٍ من الألفاظِ (٢).

وهي أنفعُ من حيثُ جمع المتناظرِ من مادَّةِ اللَّفظِ، وهي أقربُ إلى فكرةِ الوجوهِ والنَّظائرِ التي كتبَ فيها مفسِّرُو السَّلفِ، فتجد ـ مثلاً ـ في مادَّةِ صلبَ: تفسيرَ الصُّلبِ والأصلابِ، والصَّلبِ (٣)، وموادُّ هذه الألفاظِ في سورٍ شتَّى، فمن يكتبُ على ترتيب الآياتِ في السُّورِ يُفرِّقُ تفسيرَها حسبَ مواضِعها في السُّورِ.

ومن يكتبُ حسب أصل الكلمة وترتيبها على حروف المعجمِ يجعلها تحت مادَّةٍ واحدةٍ، وهذه أكثرُ فائدةً في تقريبِ الألفاظِ إلى بعضِها وجمعِ النَّظيرِ إلى نظيرِه، إذ قد لا يخطرُ ببالكَ أنَّ لفظَ «وسق» و «اتَّسق» من أصل واحدٍ، وهو الجمعُ (٤)، أو قد تبحثُ عن مادَّةِ «سطر»، فتجدُ فيها من الألفاظِ: «يسطرون»، و «مسطور»، و «أساطير»، فهلْ تكونُ لفظةُ «المسيطرون»، و «مسيطر» من هذه المادَّةِ، أمْ هي من مادَّةِ «صيطر»، وقُلِبَتْ الصَّادُ فيها إلى السِّينِ، وهل بينهما تقاربٌ في المعنى (٥)؟


(١) ألَّف السَّمينُ الحلبيُّ كتاب عمدة الحفاظِ في تفسيرِ أشرفِ الألفاظِ، وقد اعتمد على كتاب الراغب، وهو يزيدُ عليه أحياناً، وينتقده أحياناً أخرى.
(٢) ينظر في مفردات ألفاظ القرآن، الألفاظ الآتية: أتى (ص:٦٠)، أزر (ص:٧٤)، أفّ (ص:٧٩)، أفك (ص:٧٩)، أمن (ص:٩٠)، أنف (ص:٩٥)، وغيرها كثيرٌ.
(٣) ينظر: مفردات ألفاظ القرآن (ص:٤٨٩).
(٤) ينظر: مفردات ألفاظ القرآنِ (ص:٨٧١).
(٥) ينظر: المادتين في مفردات ألفاظ القرآن (ص:٤٠٩ - ٤١٠)، (ص:٤٨٣).

<<  <   >  >>