للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقدْ يجوزُ أنْ تكونَ الشياطينُ تَلَتْ ذلك دراسةً وروايةً وعملاً، فتكونَ كانتْ متَّبِعَتَهُ بالعملِ، ودارسَتَهُ بالروايةِ. فاتَّبعَ اليهودُ منهاجَها في ذلك، وعَمِلَتْ به، وروته» (١).

٤ - واختلفوا في لفظِ «التَّأوِيلِ» منْ قولِه تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَاوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَاوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الأَلْبَابِ} [آل عمران: ٧] على قولينِ:

القولُ الأولُ: تَاوِيلُهُ: حَقِيقتُه التي يصيرُ إليها.

ويَدخلُ في ذلك المتشابهُ الذي لا يعلمُهُ إلاَّ اللهُ، وقال بهذا التَّفسيرِ أكثرُ أهلِ العلمِ من الصَّحابةِ والتَّابعينَ ومن جاء بعدهم من العلماءِ.

والمرادُ بالمتشابهُ هنا: كلَّ ما لم يدركه البشرُ مما ذكرَ في القرآنِ، وهو ما يتعلَّقُ بالغيبيَّاتِ: حقائِقها وكيفيَّاتِها، ووقتَ وقوعِها، دونَ المعنى الذي يمكنُهم علمُه.

ومِمَّنْ قالَ به منَ السَّلفِ: عَائِشَةُ بنت الصِّديقِ (ت:٥٨) (٢)، وعُرْوَةُ بُنُ الزُّبَيرِ (ت:٩٤)، وعُمَرُ بُنُ عَبْدِ العَزِيزِ (ت:١٠١)، ومَالِكُ بُنُ أَنَسٍ (ت:١٧٩) (٣)، وغيرُهم.

وقال به من اللُّغويِّين: عليُّ بن حمزة الكِسَائِيُّ (ت:١٨٣) (٤)، وأبو زكريَّا الفَرَّاءُ (ت:٢٠٧) (٥)، والأخْفشُ (ت:٢١٥) (٦)، وأبو عُبَيدٍ القاسم بن سلام


(١) تفسير الطبري، تحقيق: شاكر (٢:٤١١).
(٢) تفسير الطبري، تحقيق: شاكر (٦:٢٠٢)، وتفسير ابن أبي حاتم، تحقيق: حكمت بشير ياسين (ص:٧٦)، والقطع والائتناف، للنحاس، تحقيق: الدكتور أحمد خطاب العمر (ص:٢١٢).
(٣) تفسير الطبري، تحقيق: شاكر (٦:٢٠٣).
(٤) ينظر: القطع والائتناف (ص:٢١٣)، ومعاني القرآن، للنحاس (١:٣٥١).
(٥) معنى كلامه في معاني القرآن يؤدي إلى هذا القول، ينظر (١:١٩١).
(٦) ينظر: القطع والائتناف (ص:٢١٣)، ومعاني القرآن، للنحاس (١:٣٥١).

<<  <   >  >>