للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* وقد حَكَى أبو حاتم السِّجِسْتَانِيُّ (ت:٢٥٥) (١)، عن الأخفشِ النحويِّ البصريِّ (ت:٢١٥) (٢) أنه فسَّرَ قولَه تعالى: {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} [الأنبياء: ٨٧] من القُدْرَةِ (٣).

قال الأزهري (ت:٣٧٠) (٤): «قال [أي: أبو حاتم]: ولم يدرِ الأخفشُ ما


= (١:٥٤)، وينظر: طبقات النحويين واللغويين، للزبيدي (ص:٣٩ - ٤٠). وقد أخرج هذا الأثرَ الخطيبُ البغدادي بسنده في تاريخ بغداد (١٢:١٧٥ - ١٧٦)، فقال: «عن الأصمعي قال: جاء عمرو بن عبيد إلى أبي عمرو بن العلاء، فقال: يا أبا عمرو، يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ؟ قال: لا! قال: أفرأيت إن وعدَ على عملٍ عقاباً يخلف وعده؟ فقال أبو عمرو بن العلاء: من العجمة أُتِيتَ يا أبا عثمان. إن الوعد غير الوعيد، إن العرب لا تَعُدُّ خُلْفاً ولا عاراً أن تَعِدَ شراً ثم لا تفعله، وترى إن (كذا) ذلك كرماً وفضلاً، وإنما الخُلْفُ أن تَعِدَ خيراً ثم لا تفعلُه. قال: فأوجدني هذا في كلام العرب. قال: أما سمعت إلى قول الأول:
لا يَرْهَبُ ابنُ العَمِّ ما عِشْتُ صَولَتِي ... ولا أَخْتَشِي من خَشْيَةِ المُتَهَدِّدِ
وإني وإنْ أَوْعَدْتُهُ أو وَعَدْتُهُ ... لَمُخْلِفُ إِيعَادِي ومُنجِزُ مَوعِدِي» ا. هـ
(١) سهل بن محمد، أبو حاتم السجستاني، البصري، اللغوي، روى عن الأصمعي وأبي عبيدة وأبي زيد والأخفش، وكان ابن دريد يعتمد عليه في اللغة، ولم يكن حاذقاً في النحو، توفي سنة (٢٥٥). ينظر: أخبار النحويين البصريين، للسيرافي (ص:١٠٢ - ١٠٤)، وطبقات النحويين واللغويين، للزبيدي (ص:٩٤ - ٩٦).
(٢) سعيد بن مسعدة، أبو الحسن الأخفش، النحوي، البصري، المعتزلي شرح كتاب سيبويه، وكان مُعَظَّماً عند البصريين والكوفيين، له مع الكسائي إمام أهل الكوفة قصة في الانتصار لسيبويه، واتخذه الكسائي بعدها مُعَلِّماً لولده، وله من الكتب: معاني القرآن، وهو مطبوع، توفي سنة (٢١٥). ينظر: مراتب النحويين، لأبي الطيب اللغوي (ص:١١١ - ١١٢)، طبقات النحويين واللغويين (ص:٧٢ - ٧٤).
(٣) تهذيب اللغة (٩:٢٠)، وعبارة الأخفش في كتابه معاني القرآن، تحقيق: هدى قراعة (٢:٤٤٩): «أي: لن نقدر عليه العقوبة».
(٤) محمد بن أحمد، أبو منصور الأزهري، اللغوي، الشافعي، أخذ عن نفطويه، وابن السراج، ولم يلق الزجاج ولا ابن الأنباري، وروى عنهما في كتابه الشهير: تهذيب اللغة، وكان قد لحقه الإسار بسبب اعتداء القرامطة على الحجيج سنة (٣١١)، وكان في سهم أعراب من البادية، وقد استفاد من مخالطتهم في تدوين =

<<  <   >  >>