للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أ - بنو قينقاع:

يقول ابن إسحاق: (وكان من حديث بني قينقاع أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمعهم بسوق بني قينقاع، ثم قال: يا معشر يهود، إحذروا من الله ما نزل بقريش من النقمة. وأسلموا فقد عرفتم أني نبي مرسل تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله إليكم؟ قالوا: يا محمد، إنك ترى أنا قومك!. لا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب، فأصبت منهم فرصة، إنا والله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس).

قال ابن هشام: كان من أمر بني قينقاع أن امرأة من العرب قدمت بجلب لها فباعته بسوق بني قينقاع وجلست إلى صائغ بها، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها فأبت، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سؤتها، فضحكوا بها، فصاحت فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وكان يهوديا، وشدت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود. فغضب المسلمون، فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع.

كانت الجولة الأولى لليهود لا تتجاوز المواجهة الإعلامية. فقد وقفوا موقفا سفيها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودعوته، وفضحهم القرآن فضحا بينا وهو يرد على افتراءاتهم وأكاذيبهم. والقرآن الكريم غني بنمانج عن ذلك، ويكاد يكون الجزء الأول من سورة البقرة في دحض ادعاءاتهم وتفنيد أباطيلهم. {ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباؤوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم، قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون. وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما أتيناكم بقوة واسمعوا

<<  <  ج: ص:  >  >>