للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير (١)}.

فهم يرفضون المعايشة مع الإسلام فكرا وواقعا طالما أنهم قادرون على ذلك.

غزوة بني قريظة

يقول ابن إسحاق:

فلما كانت الظهر، أتى جبريل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - كما حدثني الزهري - معتمرا بعمامة من استبرق، على بغلة عليها رحالة (٢)، عليها قطيفة من ديباج فقال: أوقد وضعت السلاح يا رسول الله؟ قال: نعم؟ فقال جبريل: فما وضعت الملائكة السلاح بعد، وما رجعت إلا الآن من طلب القوم، إن الله عز وجل يأمرك يا محمد بالمسير إلى بني قريظة، فإني عامد إليهم فمزلزل بهم. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنا، فأذن في الناس: من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة.

وقدم رسول الله صلى اله عليه وسلم علي بن أبي طالب برايته إلى بني قريظة، وابتدرها الناس. فسار علي بن أبي طالب، حتى إذا دنا من الحصون سمع منها مقالة خبيثة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع حتى لقي رسول الله بالطريق، فقال: يا رسول الله، لا عليك ألا تدنو من هؤلاء الأخابث، قال: لم؟ أظنك سمعت منهم لي أذى؟ قال: نعم يا رسول الله؟ قال لو رأوني لم يقولوا من ذلك شيئا. فلما دنا رسول الله ص لى الله عليه وسلم من حصونهم قال: يا إخوان القردة، هل أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته؟ قالوا؟ يا أبا القاسم ما كنت جهولا) (٢).


(١) البقرة الآية ١٢٠.
(٢) السيرة لابن هشام ٢٤٤ - ٢٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>