فيها. روى عبد الله بن الزبير عن أبيه أنه قال: والله لقد رأيتني أنظر إلى خدم - سوق - هند بنت عتبة وصواحبها مشمرات هوارب ما دون أخذهن قليل ولا كثير (١)). ومن هذه القمة السابقة تبدأ الابتلاءات والمحن.
أ - محنة أحد:
يصف المقريزي هذه المحنة بقوله:(وكانت الريح أولى النهار صبا، فصارت دبورا وبينا المسلمون قد شغلوا بالنهب والغنائم؟ إذ دخلت الخيل تنادي فرسانها بشعارهم (ياللعزى، يالهبل) ووضعوا في المسلمين السيوف وهم آمنون، وكل منهم في يديه أو في حضنه شيء قد أخذه، فقتلوا فيهم قتلا ذريعا، وتفرق المسلمون في كل وجه، وتركوا ما انتهبوا، وخلوا من أسروا. وكسر خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل في الخيل إلى موضع الرماة، فرماهم عبد الله بن جبير بمن معه حتى قتل، فجردوه ومثل به أقبح المثل، وكانت الرماح قد شرعت في بطنه حتى خرقت ما بين سرته إلى خاصرته إلى عانته وخرجت حشوته، وجرح عامة من كان معه، وانتقضت صفوف المسلمين، ونادى إبليس عند جبل عينين - وقد تصور في صورة جعال بن سراقة - أن محمدا قد قتل، ثلاث صرخات؟ فما كانت دولة أسرع من دولة المشركين. واختلط المسلمون وصاروا يقتلون، ويضرب بعضهم بعضا ما يشعرون من العجلة والدهش، وجرح أسيد بن حضير جرحين ضربه أحدهما أبو بردة بن نيار وما يدري؟ وضرب أبو زعنة أبا بردة ضربتين وما يشعر، والتقت أسياف المسلمين على اليمان وهم لا يعرفونه حين اختلطوا وحذيفة يقول: أبي! أبي! حتى قتل. فقال حذيفة: يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين. فزادته عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيرا، وأمر رسول الله بديته أن تخرج، فتصدق حذيفة بن اليمان بديته على المسلمين ...
وأقبل الحباب بن المنذر بن الجموح يصيح: يا آل سلمة!! فأقبلوا إليه عنقا واحدة: لبيك داعي الله - صلى الله عليه وسلم - فيضرب يومئذ جبار بن صخر في رأسه وما يدري، حتى أظهروا الشعار بينهم فجعلوا يصيحون: أمت أمت فكف