للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشركين. وأما أبو سفيان فخرج في ألفين من المشركين ومعهم خمسون فرسا، حتى انتهى إلى مر الظهران على بعد مرحلة من مكة. فنزل بمجنة - ماء في تلك الناحية - فاحتال للرجوع وقال لأصحابه: يا معشر قريش إنه لا يصلحكم إلا عام خصب ترعون فيه الشجر، وتشربون فيه اللبن، وإن عامكم هذا عام جدب، وإني راجع فارجعوا). ويبدو أن الخوف والهيبة كانت مستولية على مشاعر الجيش أيضا فقد رجع للقاء المسلمين. وأما المسلمون فأقاموا ببدر ثمانية أيام ينتظرون العدو، وباعوا ما معهم من التجارة. فربحوا بدرهم درهمين، ثم رجعوا إلى المدينة، وقد انتقل زمام المفاجأة إلى أيديهم وتوطدت هيبتهم في النفوس، وسادوا على الموقف.

ط - غزوة دومة الجندل:

عاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بدر، وقد ساد المنطقة الأمن والسلام، واطمأنت دولته، فتفرغ للتوجه إلى أقصى حدود العرب حتى تصير السيطرة للمسلمين على الموقف ويعترف بذلك الموالون والمعادون.

مكث بعد بدر الصغرى في المدينة ستة أشهر، ثم جاءت إليه الأخبار بأن القبائل حول دومة الجندل، قريبا من الشام - تقطع الطريق هناك، وتنهب ما يمر بها، وأنها قد حشدت جمعا كبيرا تريد أن تهاجم المدينة، فاستعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري، وخرج في ألف من المسلمين لخمس ليالي بقين من ربيع الأول سنة ٥ للهجرة وأخذ رجلا من بني عذرة دليلا للطريق يقال له مذكور. خرج يسير الليل ويكمن النهار حتى يفاجىء أعداءهم وهم غارون. فلما دنا منهم إذا هم مغربون، فهجم على ماشيتهم ورعائهم فأصاب من أصاب وهرب من هرب.

ي - غزوة الأحزاب:

.. خرجت من الجنوب قريش وكنانة وحلفاؤهم من أهل تهامة، وقائدهم أبو سفيان في أربعة آلاف، ووافاهم بنو سليم بمر الظهران، وخرجت من المشرق قبائل غطفان .. واتجهت هذه الأحزاب وتحركت نحو المدينة على ميعاد كانت قد تعاقدت عليه، وبعد أيام تجمع حول المدينة جيش عرمرم

<<  <  ج: ص:  >  >>