حياتهم. وهم على استعداد للإطاحة بآبائهم وإخوانهم وأولادهم في سبيل هذا الدين.
لقد حقق الاغتيال هدفه، حين أحكمت خطته، ونفذت تمام التنفيذ، ومهمتنا نحن اليوم أن نتقن هذا الفن، ونحكمه. ولا مانع من الاعتراف بالحقيقة. إن هذا الموضوع حين ابتذل من الحركة الإسلامية، وغدا ينصب على الناس العاديين، من المخبرين، وقد يقع أحيانا على متهمين لا مجرمين، فقد قيمته، وولد جوا من التململ والضيق من الناس المحايدين. فلا بد أن تكون عمليات الاغتيال هادفة محققة لعنصر بث الرعب في صفوف المجرمين وكفهم عن التمادي في حرب المسلمين.
هـ - مقتل سفيان بن خالد الهندلي بعد أحد:
(كان قد بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن سفيان بن خالد نزل عرنة وما حولها في ناس فجمع لحربه. وضوى إليه بشر كثير من أفناء العرب. فبعث عبد الله بن أنيس وحده ليقتله وقال له: انتسب إلى خزاعة. فقال عبد الله بن أنيس: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنعته لي حتى أعرفه قال: إذا رأيته هبته وفرقت منه وذكرت الشيطان، وآية ما بينك وبينه أن تجد له قشعريرة إذا رأيته، وأذن له أن يقول ما بدا له، وكان ابن أنيس لا يهاب الرجال فأخذ سيفه وخرج حتى إذا كان ببطن عرنة لقي سفيان يمشي وراءه الأحابيش فهابه، وعرفه بالنعت الذي نعت له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقد دخل وقت العصر فصلى وهو يمشي يومىء إيماء برأسه. فلما دنا منه قال: من الرجل؟ قال: رجل من خزاعة سمعت بجمعك لمحمد فجئتك لأكون معك. ومشى معه يحادثه وينشده، وقال: عجبا لما أحدث محمد من هذا الدين المحدث فارق الآباء وسفه أحلامهم! فقال سفيان: لم يلق محمد أحدا يشبهني! حتى انتهى إلى خبائه وتفرق عنه أصحابه فقال: هلم يا أخا خزاعة. فدنا منه وجلس عنده حتى نام الناس، فقتله وأخذ رأسه واختفى في غار والخيل تطلبه من كل وجه. ثم سار الليل وتوارى في النهار إلى أن قدم المدينة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد فقال: أفلح الوجه! قال: أفلح وجهك يا رسول الله! ووضع الرأس