وضرار كان البأس منه محضرا ... ولى كما ولى اللئيم الأعزل
مما اضطر هبيرة بن أبي وهب أن يدفع العار عن نفسه، ويرثي عمرا صاحبه:
لعمري ما وليت ظهري محمدا ... وأصحابه جبنا ولا خيفة القتل
ولكنني قلبت أمري فلم أجد ... لسيفي غناء إن ضربت ولا نبلي
فلا تبعدن يا عمر وحيا وهالكا ... وحق لحسن المدح مثلك من مثلي
ولا يجد مندوحة بالرغم عنه من الثناء على البطل المغوار علي:
فعنك علي لا أرى مثل موقف ... وقفت على نجد المقدم كالفحل
فما ظفرت كفاك فخرا بمثله ... أمنت به ما عشت من زلة النعل
أما بنو قريظة والذل الذي حاق بهم فلا بد أن تتحدث عنه الإذاعة الطائرة كذلك وتربطه بسعد بن معاذ رضي الله عنه الذي حكم عليهم بحكم الله من فوق سبع سموات قبل أن يفضي إلى ربه:
لقد سجمت من دمع عيني عبرة ... وحق لعيني أن تفيض على سعد
قتيل ثوى في معرك فحفت به ... عيون ذواري الدمع دائمة الوجد
على ملة الرحمن وارث جنة ... مع الشهداء وفدها أكرم الوفد
فأنت الذي يا سعد أبت بمشهد ... كريم وأثواب المكارم والمجد
بحكمك في حيي قريظة بالذي ... قضى الله فيهم ما قضيت على عمد
فوافق حكم الله حكمك فيهم ... ولم تعف إذ ذكرت ما كان من عهد
فإن كان ريب الدهر أمضاك في الألى ... شروا هذه الدنيا بجناتها الخلد
فنعم مصير الصادقين إذا دعوا ... إلى الله يوما للوجاهة والقصد
بينما كان اليهود يجترون آلامهم بمقتل سراتهم وساداتهم. فلقد قضى رجال بني قريظة جميعا جزاء غدرهم وخيانتهم.
لقد وجدنا الحرب الإعلامية للمسلمين تواكب تماما الحرب العسكرية، وكانت هي التي تمثل لسان الناطق الرسمي بنتائج الحرب والمعارك عند العرب. فمن ديوان الأشعار يتعرف العرب على الأحداث. ولم يكن هذا