للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو رد نفس المقولة أن جمعهم أسد غاب تحمي العرين.

وأما مقتل سعد رضي الله عنه، فالجنة مثواه، ولن يضيره غيظهم وحقدهم:

فإما تقتلوا سعدا سفاها ... فإن الله خير القادرينا

سيدخله جنانا طيبات ... تكون مقامة للصالحينا

لكن العار الذي جلل قريشا وغطفان هو فشل هجومها، وعودتها بالخزي والخيبة.

كما قد ردكم فلا شريدا ... بغيظكم خزايا خائبينا

خزايا لم تنالوا ثم خيرا ... وكدتم أن تكونوا دامرينا

بريح عاصف هبت عليكم ... فكنتم تحتها متكمهينا

لكن الكارثة الكبرى التي حلت بالمشركين تعادل مقتل سعد رضي الله عند المسلمين هي مقتل عمرو بن عبد ود العامري، فارس قريش الأول:

فهو عند مسافع بن عبد مناف الجمحي:

عمرو بن عبد كان أول فارس ... جزع المذاد وكان فارس بليل

سمح الخلائق ماجد ذو مرة ... يبغي القتال بشكة لم ينكل

ولقد علمتم حين ولوا عنكم ... أن ابن عبد فيهم لم يعجل

ومع ذلك فيضطر ذليلا للاعتراف ببطولة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو الذي صرعه:

تسل النزال علي فارس غالب ... بجنوب سلع ليته لم ينزل

فاذهب علي فما ظفرت بمثله ... فخرا ولا لاقيت مثل المعضل

نفسي الفداء لفارس من غالب ... لاقى حمام الموت لم يتحلحل

والعار الآخر الذي جللهم هو فرار الفوارس من حوله:

عمرو بن عبد والجياد يقودها ... خيل تقاد له وخيل تنعل

أجلت فوارسه وغادر رهطه ... ركنا عظيما كان فيها أول

وهبيرة المسلوب ولى هاربا ... عند القتال مخافة أن يقتلوا

<<  <  ج: ص:  >  >>