تركنا به أوصال عتبة وابنه ... وعمرا أبا جهل تركناه ثاويا
وحاول أبو سفيان أن يعتذر لكن السبة لحقته، فقد فر من المواجهة.
الخندق وآثاره بين العرب
لقد كانت قبائل العرب واقفة على الحياد بين الفريقين. تنتظر لمن الغلبة حتى تنضم إليه، ولا شك أن الدوي الضخم الذي رافق تحرك الأحزاب، كان له خطر كبير على الوجود الإسلامي، لكن فشل الهجوم كذلك، أيأس العرب من إمكان القضاء على هذا الدين الجديد، وحاول كلا الفريقين في الإذاعة الطائرة أن يفت من طافة الآخر، ضرار بن الخطاب الفهري يفخر بالحصار، والتجمع الضخم الذي غزوا به محمدا ويصمهم بالفرار من المواجهة:
فأحجرناهم شهرا كريتا ... وكنا فوقهم كالقاهرينا
نراوحهم ونغدو كل يوم ... عليهم في السلاح مدججينا
فلولا خندق كانوا لديه ... لدمرنا عليهم أجمعينا
ولكن حال دونهم وكانوا ... به من خوفنا متعوذينا
وكان مقتل سعد بن معاذ أكبر هدف تحقق عندهم في الحصار، كما كان الحمزة في أحد:
فإن نرحل فإنا قد تركنا ... لدى أبياتكم سعدا رهينا
إذا جن الظلام سمعت نوقى ... على سعد يرجعن الحنينا
ثم يهدد ويتوعد بالغزو ثانية فيقول:
وسوف نزوركم عما قريب ... كما زرناكم متوازرينا
بجمع من كنانة غير عزل ... كأسد الغاب قد حمت العرينا
فيحول كعب بن مالك الخندق إلى عرين الأسد:
بباب الخندقين كأن أسدا ... شوابكهن يحمين العرينا