للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى كان آخرهم زياد أو عمارة بن السكن فقاتل حتى أثبتته الجراحة، ثم فاءت فئة من المسلمين فأجهضوهم عنه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أدنوه مني. فأدنوه منه فوسده قدمه، فمات وخده على قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (١).

١٢ - روى النسائي عن جابر قال: فأدرك المشركون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: من للقوم فقالط طلحة: أنا. ثم قاتل طلحة قتال الأحد عشر حتى ضربت يده فقطعت أصابعه فقال: حس، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لو قلت: بسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون قال: ثم رد الله المشركين. ووقع عند الحاكم في الأكليل أنه جرح يوم أحد تسعا وثلاثين أو خمسا وثلاثين وشلت إصبعه أي السبابة والتي تليها (١).

وروى ابن حبان في صحيحه عن عائشة قالت: قال أبو بكر الصديق: لما كان يوم أحد انصرف الناس كلهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. فكنت أول من فاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. فرأيت بين يديه رجلا يقاتل عنه قلت: كن طلحة، فداك أبي وأمي، كن طلحة، فداك أبي وأمي، كن طلحة، فداك أبي وأمي. فلم ألبث أن أدركني أبو عبيدة بن الجراح، وإذا هو يشتد كالطير، حتى لحقني، فدفعنا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإذا طلحة بين يديه صريعا. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: دونكم أخاكم فقد أوجب (٢).

١٣ - وكان علي بن أبي طالب يذب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ناحية وأبو دجانة .. من ناحية، وسعد بن أبي وقاص يذب طائفة، وانفرد علي بفرقة فيها عكرمة بن أبي جهل فدخل وسطهم بالسيف، فضرب به وقد اشتملوا عليه حتى أمضى إلى آخرهم، ثم كر فيهم ثانيا حتى رجع من حيث جاء. وكان الحباب بن المنذر يحوش المشركين كما تحاش الغنم، واشتملوا عليه حتى قيل قد قتل، ثم برز والسيف في يده، وافترقوا عنه، وجعل يحمل على فرقة منهم وإنهم ليهربون منه، وكان يومئذ معلما بعصابة خضراء (٣).


(١) المصدر نفسه ٣٠٠.
(٢) المصدر نفسه ٣٠١.
(٣) إمتاع الأسماع ١/ ١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>