للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٤ - وكان شماس بن عثمان لا يرمي رسود الله - صلى الله عليه وسلم - ببصره يمينا وشمالا إلا رآه في ذلك الوجه يذب بسيفه حتى غشي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فترس بنفسه دونه حتى قتل رحمه الله فذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما وجدت لشماس شبها إلا الحنة (١).

١٥ - ومر مالك بن الدخشم على خارجة بن زيد وهو قاعد، في حشوته ثلاثة عشر جرحا، كلها قد خلصت إلى مقتل، فقال: أما علمت أن محمدا قد قتل! فقال خارجة. فإن كان محمد قد قتل فإن الله حي لا يموت، لقد بلغ محمد، فقاتل عن دينك، ومر على سعد بن الربيع وبه اثنا عشر جرحا كلها قد خلص إلى مقتل، فقال: علمت أن محمدا قد قتل! فقال سعد: أشهد أن محمدا قد بلغ رسالة ربه. فقاتل عن دينك فإن الله حي لا يموت (٢).

١٦ - وأقبل ثابت بن الدحداحة والمسلمون أوزاع قد سقط في أيديهم فصاح: يا معشر الأنصارا إلي إلي أنا ثابت بن الدحداحة. إن كان محمد قد قتل فإن الله حي لا يموت، فقاتلوا عن دينكم، فإن الله مظهركم وناصركم. فنهض إليه نفر من الأنصار فحمل بهم على كتيبة فيها خالد بن الوليد وعمرو بن العاص، وعكرمة بن أبي جهل وضرار بن الخطاب فحمل عليه خالد بن الوليد بالرمح فقتله وقتل من كان معه من الأنصار رضي الله عنهم (٣).

١٧ - وقال عبد الله بن جحش: يا رسول الله! إن هولاء القوم قد نزلوا حيث ترى، وقد سألت الله فقلت: اللهم إني أقسم عليك أن نلقى العدو غدا فيقتلونني ويبقرونني ويمثلون بي، فألقاك مقتولا قد صنع هذا بي. فتقول: فيم صنع بك هذا؟ فأقول فيك؟ وأنا أسالك أخرى: أن تلي تركتي من بعدي. فقال: نعم. فخرج حتى قتل ومثل به، ودفن هو وحمزة رضي الله عنهما في قبر واحد (٤).


(١) المصدر نفسه ١/ ١٤٤.
(٢) المصدر نفسه ١٥١.
(٣) المصدر نفسه ١٥٢.
(٤) المصدر نفسه ١٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>