للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حرام أبو جابر بن عبد الله فحملتهم هند بنت عمرو بن حرام - زوجة عمرو بن الجموح - على بعير لها تريد بهم المدينة، فلقيتها عائشة (١) رضي الله عنها - وقد خرجت في نسوة تستروح الخبر، ولم يضرب الحجاب يومئذ فقالت لها: عندك الخبر، فما وراءك؟ قالت: أما رسول الله فصالح، وكل مصيبة بعده جلل، واتخذ الله من المؤمنين شهداء .. قالت عائشة: من هؤلاء؟ قالت: أخي وابني خلاد وزوجي عمرو بن الجموح؟ قالت: فأين تذهبين بهم؟ قالت: إلى المدينة أقبرهم فيها. ثم قالت: حل (٢) - تزجر بعيرها - فبرك، فقالت عائشة: لما عليه. قالت: ما ذاك به، لربما حمل ما يحمل البعيران، ولكني أراه لغير ذلك. وزجرته فقام، فوجهته راجعة إلى أحد، فأسرعت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته بذلك فقال: فإن الجمل مأمور، هل قال شيئا؟ قالت: إن عمرا لما وجه إلى أحد قال: اللهم لا تردني إلى أهلي خزيان وارزقني الشهادة! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فلذلك الجمل لا يمضي؟ إن منكم يا معشر الأنصار من لو أقسم على الله لأبره: منهم عمرو بن الجموح. يا هند! ما زالت الملائكة مظلة على أخيك من لدن قتل إلى الساعة ينظرون أين يدفن، ثم مكث - صلى الله عليه وسلم - حتى قبرهم. ثم قال: يا هند قد ترافقوا في الجنة، عمرو بن الجموح وابنك خلاد وأخوك عبد الله. قالت! قلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني معهم وقال سفيان بن عبد الله: كان أبي أول قتيل من المسلمين يوم أحد قتله سفيان بن عبد شمس فصلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل الهزيمة (٣).

د - في الصبر والاحتساب عند المصيبة:

١ - جاءت أم حارثة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فقالت: يا رسول الله أخبرني عن حارثة فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك ليرين الله ما أصنع


(١) لعل هذا كان قبل أن تلتحق عائشة رضي الله عنها بالجيش مع فريق من النسوة. وذلك حين انتصر المسلمون، وكانت لهم الكرة الأولى.
(٢) حل: زجر تزجر به الناقة إذا حثثتها على السير.
(٣) إمتاع الأسماع ١/ ١٤٦ - ١٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>