للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ويحك يا أم حارثة. إنها ليست جنة، إنها جنان وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى.

٢ - مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بامرأة من بني دينار، وقد أصيب أخوها وزوجها وأبوها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأحد، فلما نعوا لها قالت: فما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالوا: خيرا يا أم فلان، هو بحمد الله كما تحبين، قالت: أرونيه حتى أنظر إليه؟ قال: فأشير لها إليه، حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل (١) (٢).

٣ - قال ابن إسحاق: وقد أقبلت فيما بلغني، صفية بنت عبد المطلب لتنظر إليه (أي حمزة). وكان أخاها لأبيها - وأمها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لابنها الزبير بن العوام: القها فأرجعها لا ترى ما بأخيها، فقال لها: يا أمة إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرك أن ترجعي، قالت: ولم؟ وقد بلغني أنه مثل بأخي، وذلك في الله، فما أرضانا بما كان من ذلك! لأحتسبن وأصبرن إن شاء الله. فلما جاء الزبير إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بذلك؟ قال: خل سبيلها، فأتته، فنظرت إليه، فصلت عليه، واسترجعت، واستغفرت له، ثم أمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدفن (٣).

٤ - ثم انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - راجعا إلى المدينة، فلقيته حمنة بنت جحش، كما ذكر لي، فلما لقيت الناس نعي إليها أخوها عبد الله بن جحش فاسترجعت واستغفرت له، ثم نعي لها خالها حمزة بن عبد المطلب فاسترجعت واستغفرت له، ثم نعي لها زوجها مصعب بن عمير، فصاحت وولولت؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن زوج المرأة منها لبمكان! لما رأى من تثبتها عند أخيها وخالها، وصياحها عند زوجها (٤).

٥ - أقبل (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) حتى طلع على بني عبد الأشهل وهم يبكون على قتلاهم فقال: لكن حمزة لا بواكي له! فخرج النساء ينظرن إلى سلامته.


(١) أي صغيرة.
(٢) السيرة لابن هشام ٣/ ١٠٥.
(٣) السيرة لابن هشام ٣/ ١٠٣.
(٤) المصدر نفسه ٣/ ١٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>