للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

امرأة منهن فاطمة عليها السلام، يحملن الطعام على ظهورهن، ويسقين الجرحى ويداوينهم، ومنهن أم سليم بنت ملحان، وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تحملان على ظهورها القرب، ومنهن حمنة بنت جحش وكانت تسقي العطشى، وتداوي الجرحى، ومنهن أم أيمن تسقي الجرحى.

و- المرأة المسلمة مقاتلة:

وهو دور غير طبيعي، والأصل من المرأة ألا تقاتل إلا حين الضرورة، وحين تغشى أرض المسلمين من العدو، ولم تكن أحد إلا صورة من هذه الصور. وكانت بطلتها أم عمارة.

١ - قالت أم عمارة: وأقبل الرجل الذي ضرب ابني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا ضارب ابنك. قالت: فاعترض له، فأضرب ساقه، فبرك. قالت: فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتبسم حتى رأيت نواجذه، وقال: استقدت (ثأرت) يا أم عمارة. ثم أقبلنا نعله بالسلاح حتى أتينا على نفسه فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: الحمد لله الذي ظفرك، وأقر عينك من عدوك، وأراك ثأرك بعينك (١).

٢ - قالت أم عمارة: قد رأيتني وقد انكشف الناس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما بقي إلا في نفير ما يتمون عشرة، وأنا وابناي وزوجي بين يديه ندب عنه والناس يمرون به منهزمين، ورآني لا ترس معي. فرأى رجلا موليا معه ترس فقال لصاحب الترس: الق ترسك إلى من يقاتل. فألقى ترسه فأخذته، فجعلت أتترس به عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيقبل رجل على فرس فضربني، وتترست له، فلم يصنع سيفه شيئا وولى وأضرب عرقوب فرسه، فوقع على ظهره، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يصيح يا ابن أم عمارة، أمك، قالت: فعاونني عليه حتى أوردته شعوب (٢)).

٣ - وفي رواية عن أم سعيد بنت سعد بن الربيع تقول: دخلت عليها فقلت: حدثيني خبرك يوم أحد. قالت: خرجت أول النهار إلى أحد وأنا أنظر


(١) إمتاع الأسماع ١/ ١٣٨.
(٢) شعوب: إسم من أسماء المنية.

<<  <  ج: ص:  >  >>