وهو يعد لضربك، وقد تم هذا الأمر في التخطيط النبوي مرات عديدة نذكر منها:
١ - كانت غزوة ذي أمر بنجد، بعد بدر. وذلك إنه بلغه أن جمعا من بني ثعلبة من عطفان وبني محارب قد تجمعوا يريدون أن يصيبوا من أطرافه - صلى الله عليه وسلم - جمعهم دعثور بن محارب، فأصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا منهم بذي القصة، وسار معهم يدلهم على عورات القوم حتى أهبطهم من كثيب فهربت الأعراب فوق الجبال.
٢ - وغزوة بني سليم بالفرع لم تكن إلا لفض تجمع منهم كان يريد غزو المدينة.
٣ - وغزوة ذات الرقاع بعد أحد كانت بناء على إخبارية جاءت إلى المدينة تقول أن بني أنمار بن بغيض وبني سعد بن ثعلبة قد جمعوا لحرب المسلمين فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أربعمائة ثم قدم محالهم وقد ذهبوا إلى رؤوس الجبال.
٤ - أما سرية أبي سلمة فقد نقلت استخبارات المدينة أن طلحة وسلمة ابني خويلد قد سارا في قومهما ومن أطاعهما يدعون بني أسد بن خزيمة إلى حرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - وباغت أبو سلمة بني أسد في ديارهم قبل أن يقوموا بغارتهم فتشتتوا في الأمر.
٥ - وما مقتل خالد بن سفيان الهذلي إلا لأن الاستخبارات قد نقلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنه يحشد الجموع لحرب المسلمين فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله ابن أنيس ليقضي عليه، علما بأن خالدا كان يجمع الجموع قرب مكة.
وبذلك حطم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل قوة تفكر مجرد تفكير في غزو المدينة، وألقى الرعب في قلوب المجاورين لهذه القوى، دون أن يؤخذ على غرة من أحد. ويوفر على نفسه كثيرا من الخسائر المادية والمعنوية، التي كانت ستقع لو تماهل شيئا طفيفا في تحري حركات العدو، أو ضرب تجمعاته. إن على الحركة الإسلامية اليوم اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تكون على خبرة عميقة بطبيعة