أعدائها، وطبيعة تحركاتهم وتخطيطهم، وأن تبث عيونها في صفوفهم بحيث لا يفوتها شاردة ولا واردة من اتجاههم ومخططاتهم، وأن تواجه هذه المخططات قبل التنفيذ، وتضربها وهي في دور الإعداد لتكون قادرة على الصمود والاستمرار. إنه الجهد البشري المطلوب في عالم الأسباب، ونود أن يتعرف شباب الدعوة على هذا المعنى تماما.
صحيح أن النصر بيد الله عز وجل يؤتيه من يشاء، ولكن الله تعالى لا يرضى لدعوته أن تكون تجمعا من المتواكلين، وتشرذما من القاعدين، وأن تعمل الحركات المعادية لدنياها ولالتحام صفها خيرا مما تفعله الحركة الإسلامية في ذلك. والصف المؤمن المتراص الموحد اليقظ، المبادر الدؤوب هو الذي تتحقق فيه مواصفات النصر، من الله عز وجل، أما أن نتخاذل عن كل شيء، ثم نقول: لماذا لا ينصرنا الله؟. {قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين}(١).
ص - العهود مع الجوار
وهو من جملة التخطيط النبوي القيادي، أن يقيم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معاهدات حسن جوار وتحالف مع القبائل المجاورة بحيث يوحد الجبهة المقاتلة، ولم تنقض هذه المعاهدات إلا على النادر، وفي الأحوال التي يشعر فيها المعاهدون بضعف شوكة النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد استوفيت هذه الفقرة الحديث من قبل في بداية العهد المدني.
د - مهاجمة طريق العراق.
ولم يكتف عليه الصلاة والسلام بقطع طريق قوافل قريش من المدينة.
بل راحث القوات الإسلامية تطارد قريش وقوافلها في الطرق الثانية الطويلة التي اختارتها قريش هربا من ملاحقة محمد - صلى الله عليه وسلم - لها.
فقد (كانت سرية زيد بن حارثة إلى القردة، وهي أول سرية خرج فيها