نصح لي، وإن رسلي قد أثنوا عليك خيرا، وإني قد شفعتك في قومك، فاترك للمسلمين ما أسلموا عليه، وعفوت عن أهل الذنوب، فاقبل منهم، وإنك مهما تصلح فلم نعزلك عن عملك، ومن أقام على يهودية أو مجوسية فعليه الجزية).
٦ - الكتاب إلى هوذة بن علي صاحب اليمامة:
وكتب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هوذة بن علي صاحب اليمامة:
(بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هوذة بن علي، سلام على من اتبع الهدى، واعلم أن ديني سيظهر إلى منتهى الخف والحافر، فأسلم تسلم، واجعل لك ما تحت يديك).
واختار لحمل هذا الكتاب سليط بن عمرو العامري، فلما قدم سليط على هوذة بهذا الكتاب مختوما أنزله وحياه وقرأ عليه الكتاب فرد عليه ردا دون رد وكتب إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -: ما أحسن ما تدعو إليه وأجمله، والعرب تهاب مكاني، فاجعل لي بعض الأمر أتبعك، وأجاز سليطا بجائزة وكساه أثوابا من نسج هجر، فقدم بذلك كله على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، وقرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - كتابه فقال: لو سألني قطعة من الأرض ما فعلت، باد، وباد ما في يديه، فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الفتح جاءه جبريل عليه السلام بأن هوذة مات، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أما إن اليمامة سيخرج بها كذاب يتنبىء يقتل بعدي، فقال قائل: يا رسول الله من يقتله؟ فقال: أنت وأصحابك، فكان ذلك:
٧ - الكتاب إلى الحارث بن أبي شمر الغساني صاحب دمشق:
كتب إليه النبي - صلى الله عليه وسلم -: (بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى الحارث بن أبي شمر، سلام على من اتبع الهدى، وآمن به وصدق وإني أدعوك إلى أن تؤمن بالله وحده لا شريك له، يبقى لك ملكك).
واختار لحمل هذا الكتاب شجاع بن وهب من بني أسد بن خزيمة، ولما أبلغه الكتاب قال:
من ينزع ملكي مني؟ أنا سائر إليه، ولم يسلم.
٨ - الكتاب إلى ملك عمان:
وكتب النبي - صلى الله عليه وسلم - كتابا إلى ملك عمان جيفر وأخيه عبدا بني الجلندي، ونصه:(بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن عبد الله إلى جيفر وعبدا بني الجلندي سلام على من اتبع الهدى، أما بعد. فإني أدعوكما بدعاية الإسلام أسلما تسلما، فإني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الناس كافة لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، فإنكما إن أقررتما بالإسلام وليتكما وإن أبيتما أن تقرا بالإسلام فإن ملككما زائل، وخيل تحل بساحتكم وتظهر نبوتي على ملككما).