للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى هم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينصب عليهم المنجنيق فلما أيقنوا بالهلكة سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلح.

المفاوضة: وأرسل ابن أبي الحقيق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: انزل أكلمك؟ قال: نعم فنزل، وصالح على حقن دماء من في حصونهم من المقاتلة وترك الذرية لهم ويخرجون من خيبر وأرضها بذراريهم ويخلون بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين ما كان لهم من مال وأرض وعلى الصفراء والبيضاء - أي الذهب والفضة- والكراع والحلقة إلا ثوبا على ظهر إنسان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وبرئت منكم ذمة الله وذمة رسوله إن كتمتموني شيئا فصالحوه على ذلك وبعد هذه المصالحة تم تسليم الحصون إلى المسلمين وبذلك تم فتح خيبر.

قتل ابن أبي الحقيق لنقض العهد: وعلى رغم هذه المعاهدة غيب ابنا أبي الحقيق مالا كثيرا غيبا مسكا فيه مال وحلي لحيي بن أخطب، كان احتمله معه إلى خيبر حين أجليت النضير.

قال ابن إسحاق: وأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكنانة بن الربيع. وكان عنده كنز بني النضير فسأله عنه. فجحد أن يكون يعرف مكانه. فأتى رجل من اليهود فقال: إني رأيته يطيف بهذه الخربة كل غداة. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكنانة: أرأيت إن وجدناه عندك أأقتلك؟ قال: نعم فأمر بالخربة فحفرت، فأخرج منها بعض كنزهم، ثم سأله عما بقي منه فأبى أن يؤديه، فدفعه الى الزبير، وقال: عذبه حتى تستأصل ما عنده، فكان الزبير يقدح بزند في صدره حتى أشرف على نفسه، ثم دفعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى محمد بن سلمة فضرب عنقه بمحمود بن سلمة (١).

قسمة الغنائم: وأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجلي اليهود عن خيبر فقالوا: يا محمد دعنا نكون في هذه الأرض نصلحها، ونقوم عليها، فنحن أعلم بها منكم، ولم يكن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا لأصحابه غلمان يقومون عليها، وكانوا لا يفرغون يقومون عليها فأعطاهم خيبر على أن لهم الشطر من كل زرع، ومن كل ثمر ما بدا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقرهم، وكان عبد الله بن رواحة يخرصها (٢) عليهم، وقسم أرض خيبر على ستة وثلاثين سهما وجمع كل سهم مائة سهم فكان ثلاثة آلاف وستمائة سهم فكان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين النصف من ذلك وهو ألف وثمانمائة سهم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - سهم كسهم أحد المسلمين وعزل النصف الآخر وهو ألف وثمانمائة سهم، سهم لنوائبه وما يتنزل به من أمور المسلمين، وإنما قسمت على ألف وثمانمائة سهم لأنها كانت طعمة من الله لأهل الحديبية من شهد منهم ومن غاب، وكانوا ألفا وأربعمائة وكان معهم مائتا فرس. لكل فرس سهمان فقسمت على ألف وثمانمائة سهم فصار


(١) السيرة لابن هشام ج ٣ ص ٣٥١.
(٢) يخرصها: يقدرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>