لو ما رأيت محمدا وقبيله ... بالفتح يوم تكسر الأصنام
لرأيت دين الله أضحى بيننا ... والشرك يغشى وجهه الإظلام
أمان الرسول لصفوان بن أمية: قال ابن إسحاق: فحدثني محمد بن جعفر، عن عروة بن الزبير، قال: خرج صفوان بن أمية يريد جدة ليركب منها إلى اليمن، فقال عمير بن وهب: يا نبي الله إن صفوان بن أمية سيد قومه، وقد خرج هاربا منك، ليقذف نفسه في البحر فأمنه صلى الله عليك، قال: هو آمن؛ قال: يا رسول الله فاعطني آية يعرف بها أمانك، فأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمامته التي دخل فيها مكة، فخرج بها حتى أدركه، وهو يريد أن يركب البحر. فقال: يا صفوان، فداك أبي وأمي. الله الله في نفسك أن تهلكها. فهذا أمان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد جئتك به، قال: ويحك! أغرب عني فلا تكلمني. قال: أي صفوان، فداك أبي وأمي أفضل الناس وأبر الناس، وأحلم الناس، وخير الناس، ابن عمك، عزه عزك وشرفه وملكه ملكك قال: إني أخافه على نفسي، قال: هو أحلم من ذاك وأكرم، فرجع معه حتى وقف به على رسول - صلى الله عليه وسلم - فقال صفوان: إن هذا يزعم أنك أمنتني، قال: صدق، قال: فاجعلني في الخيار شهرين؛ قال: أنت بالخيار فيه أربعة أشهر.
إسلام عكرمة وصفوان: قال ابن إسحاق: وحدثني الزهري: أن أم حكيم بنت الحارث بن هشام، وفاختة بنت الوليد، وكانت فاختة عند صفوان بن أمية، وأم حكيم عند عكرمة بن أبي جهل، أسلمتا، فأما أم حكيم فاستأمنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعكرمة فأمنه. فلحقت به في اليمن فجاءت به. فلما أسلم عكرمة وصفوان أقرهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندهما على النكاح الأول.
إسلام ابن الزبعري: قال ابن إسحاق: وحدثني سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت، قال: رمى حسان ابن الزبعري وهو بنجران بيت واحد ما زاده عليه:
لا تعدمن رجلا أحلك بغضه ... نجران في عيش أخد ليئم
فلما بلغ ذلك ابن الزبعرى خرج إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم، فقال حين أسلم:
يا رسول المليك إن لساني ... رائق ما فتقت إذ أنا بور
إذ أباري الشيطان في سنن الغي ... ومن مال ميله مثبور
آمن اللحم والعظام لربي ... ثم قلبي الشهيد أنت النذير
إنني عنك زاجر ثم حيا ... من لؤي وكلهم مغرور (١).
إسلام سهيل بن عمرو: وكان سهيل بن عمرو أغلق عليه بابه، وبعث إلى ابنه عبد الله بن سهيل أن يأخذ له أمانا فأمنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: من لقي سهيل بن عمرو فلا يشد النظر إليه
(١) مقتطفات من السيرة لابن إسحاق من ص ٤٠٥ - ٤١٩ ج ٤ ط. دار الكنوز الأدبية.