تغدر بالناس ولا تفرض عليهم الأمر فرضا بل تتيح لهم الفرصة للتعرف والتفقه بحيث يتمكن كل فرد في الأمة أن يتعرف على الإسلام من خلال الدعاة المنبثين في كل مكان وكانت عظمة الإنذار السادس أن الأمان مفتوح لكل مشرك جاء ليتعرف على الإسلام وله كامل حريته أن يسلم أو يعود إلى تجمعه المشرك إن لم يقتنع بالإسلام، دون خطر على وجوده وحياته بل على المسلمين أن يبلغوه مأمنه إنها دورة تدريبية كاملة لمدة سنة تتيح لكل مشرك في أرض العرب أن يتعرف على الإسلام ويفقه أحكامه خلال هذا العام وله كامل الحرية بعدها في اختيار الإسلام أو الشرك لأن ضمان عودته إلى حزبه قائم فأبلغه مأمنه وبعدها تكون الحرب المعلنة أو الدخول في الدين وليت الشباب يدركون عظمة هذا الدرس، وإنهم يتعاملون مع بشر يحرصون على دخولهم في حظيرة الإسلام ولا يتعاملون مع صنم يكسر ويحطم، وانتهى الأمر ولا ينسوا أبدا أن المظاهر الماجنة في ظل الكعبة بقيت سنتين ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاكم أرض العرب طالما أن هذا الأمر يخص مقدسات الناس فلا بد من التدرج في إزالته حتى يألفه الناس ولا يفرون أو ينفرون.