للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذب ولكني قد أسلمت، فثاروا إليه فما زال يقاتلهم ويقاتلونه حتى قامت الشمس على رؤوسهم، وطلح - أي أعيا - عمر، فقعد، وقاموا على رأسه، وهو يقول: افعلوا ما بدا لكم فأحلف بالله أن لو كنا ثلاث مائة رجل لقد تركناها لكم أو تركتموها لنا (١). وبعد ذلك زحف المشركون إلى بيته يريدون قتله. روى البخاري عن عبد الله بن عمر قال: بينما هو - أي عمر - في الدار خائفا إذ جاءه العاص بن وائل السهمي - أبو عمرو - وعليه حلة سبرة وقميص مكفوف بحرير، وهو من بني سهم وهم حلفاؤنا في الجاهلية، فقال له؛ ما لك؟ قال؛ زعم قومك أنهم سيقتلوني إن أسلمت، قال: لا سبيل إليك - بعد أن قالها أمنت - فخرج العاص. فلقي الناس قد سال بهم الوادي، فقال: أين تريدون؟ فقالوا: هذا ابن الخطاب الذي قد صبأ. قال:

لا سبيل إليه، فكر الناس (٢)، وفي لفظ - والله لكأنما كانوا ثوبا كشط عنه. وكان ابن مسعود يقول: ما كنا نقدر أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر (٣).

وعن صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه، قال: لما أسلم عمر ظهر الإسلام، ودعي إليه علانية، وجلسنا حول البيت حلقا، وطفنا بالبيت، وانتصفنا ممن غلظ علينا، ورددنا عليه بعض ما يأبي به (٤).

وعن عبد الله بن مسعود قال: ما زلنا أعزة منذ أن أسلم عمر (٥). ونود بعد هذا العرض أن نستخلص النقاط التالية:

كان إسلام الحمزة وعمر رضي الله عنهما في ذي الحجة من السنة السادسة للنبوة. وقد سبق الحمزة عمر بثلاثة أيام كما ورد في أحدى الروايات السابقة، وذلك في أشد حالات الأزمة حين كانت قريش تخطط لقتل النبي


(١) ابن هشام، ج١/ ٢٩٩.
(٢) المباركفوري عن صحيح البخاري ١/ ٥٤٥ باب إسلام عمر.
(٣) ابن الجوزي ص ١٨.
(٤) ابن الجوزي ص ١٨.
(٥) المباركفوري عن صحيح البخاري ١/ ٥٤٥، باب إسلام عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>