والأوثان، ولم يقوموا بإحراق حانات الخمر، ولم يقوموا بتدمير مواخير الزنا، لم يقوموا بشيء من ذلك. إنما قاموا بالدخول إلى الكعبة والصلاة فيها، وحق التجمع حولها، ودعوة الناس للإسلام، وكان هذا نصرا عظيما للإسلام وخطوة على الطريق للهدف النهائي.
ما أحوج شبابنا أن يفقهوا هذه المعاني، وأن يتعلموا من سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الخطوات العملية والأهداف المرحلية للوصول منها إلى الهدف العظيم، حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله. غير أننا نلاحظ كذلك أن المسلمين لم يشتركوا في حكم مكة مع المشركين لأن الحكم مسؤولية.
ولم يقبلوا الحلول الوسطى التي عرضت عليهم. لقد قاد هذا الانقلاب الأمور إلى زيادة في التميز، وزيادة في المفاصلة، وصار المسلمون قادرين على إعلان عباداتهم، وإعلان حقيقة مبادئهم للناس جميعا، بينما لم يكن لهم هذا الحق من قبل، وهذا يعني أن بعض الشباب المسلم لم يكن قادرا قبل إسلام عمر رضي الله عنه على إعلان هويته الإسلامية، ومبادئه الإسلامية، واعتناقه الإسلام، وظفر بهذا الحق بعد ذلك.
إنه ما لم يعلن أن الحركة الإسلامية أو الجبهة الإسلامية، هي التي تحكم الأمة فلا ضير من أي مظهر سياسي يحقق مكاسب أكبر وأضخم لهذه الحركة أو هذه الجبهة. إنها لم تصل بعد إلى الحكم، وبالتالي لا تحمل مسؤولية أي خطأ فيه.
وفرق بين أن يعلن قادة انقلاب عسكري إسلامية الدولة، فهم مسؤولون عن هذا الإعلان. كما جرى اليوم مثلا في باكستان أو غيرها، والمسؤولية على صدق هؤلاء في ادعائهم أو كذبه ودعوتهم لفريق من الناس أو لكثير منهم في ذلك، وبين أن يعلن أن الحركة الإسلامية هي صاحبة الحكم والمسؤولية عنه، وبالتالي فسوف تحاسب على كل خطوة فيه، وسعيها الحثيث لجعله محل التطبيق الفعلي.