للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرّواجب بعض الناس يقول: هي السُّلَامَيات (١)، وبعضهم يقول: هي ظهور المفاصل.

يَبيتُ إِذا ما آنَسَ اللّيلَ كانِسًا ... مَبِيتَ الغَريبِ ذى الكساء المُحارِبِ

هذا مَثَل؛ يقول: يبيت ناحيةً كما ينَتحِي ذو الكساء المحارِبُ لأهله وولده الذين قد غاضَبَهم، فهو يبيت ناحيةً. يقول: مَبيتَ غريب قد غاضب أهلَه فذهب عنهم. قال أبو سعيد: والوَعِل لا يبيت أبدا إلَّا منفردا.

مَبيتَ الكبير يَشتَكي غيرَ مُعتَبٍ ... شَفيفَ عُقوقٍ من بَنيه الأقارب

الشَّفيف: الأذى. يقول: هو كبير اْشتَكَى من أهله عقوقا فتنحَّى عنهم وذهب؛ ويقال: أجد شَفيفا في أسناني إذا وَجَد فيها أَذىً ووَجَعا. غيرَ مُعتَب يقول: لا يُعتِبونه إن اْستَعْتبَهَم.

بها كان طِفْلا ثم أَسْدَسَ فاستَوَى ... فأصبحَ لِهْمًا في لهُومٍ قَراهِبِ

اللِّهْم: المُسِنّ. والقَراهِب: المسَانّ. أسْدَس وقع سَديسُه (٢).

يروعَّ من صوت الغرابِ فينتحِي ... مَسامَ الصُّخورِ فهو أهرَبُ هارِبِ


(١) السلاميات قيل هي الأنامل، وقيل: ما بين كل مفصلين من أصابع الإنسان؛ وقيل: هي عظام الأصابع، الواحدة سلامى كحبارى.
(٢) السديس: السنّ التي تلي الرباعية. قاله السكرى في شرح أشعار الهذليين ص ٩ طبع أوربا. والذي في الأصل: "وقع في سديسه" وقوله: "في" زيادة من الناسخ. وما أثبتناه عن شرح السكريّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>