للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: يروَّع من كلّ شيء يسمعه، يريد أنه يَفزَع من كلّ شيء. والمَسامُ: المَسَرح، يقال: سامَ يَسوم سَوْما ومَساما؛ يقول: يكون مَسَرحُه الصُّخور. يَنتحِي: يَعتمِد. يريد أنه مفزَّع هارب يَسرَح في الصّخور فهو هارب.

أُتِيحَ له يوما وقد طال عمرُه ... جريمةُ شيخ قد تَحنَّبَ ساغِب

أُتِيحَ له: عَرَض له ومُنِىَ له. وجَريمة القوم: كاسِبُهم؛ ويقال: فلان جَريمةُ بني فلان، أي كاسِبُهم. وتَحنَّبَ: اِحْدَوْدَب. والساغب: الجائع.

يُحامِى عليه في الشّتاء إذا شَتَا ... وفي الصيف يبغيه الجَنَى كالمنُاحِبِ

المُناحِب: المجاهِد. وأصلُه الخَطَر، يعني كالّذى يبالِغ في الأمر. قال أبو عمرو ابن العلاء: سار رجل سَيْرا شديدا في الجاهليّة، فقيل لابنه ابنُ منحِّب. ويقال: تَناحبَ القومُ أي تَناذَروا. والمُناحِب: المجاهِد (١)، قال جرير: "جَرَيْنَ على نَحْب" (٢). قال بعض الناس على "جَهْد". وقال بعض الناس: على نَذْر نَذَروه في أنفسهم. قال: والجَنَى الكَمْأة وما يُجتَنَى من الأرض. ويقال: نَحَب في السّير أي جَهَد ويكون النَّحْب الخَطَر. تَناحَبوا: تَخاطَروا.

فلمّا رآه قال لِله مَن رأى ... من العُصْمِ شاةً مِثْلَ ذا بالعَواقبِ

بالعَواقب أي بآخِر الزمن. يقول: من رأى مِثلَ هذا في هذا الوقت! ويقال: وذلك بعاقبة، أي بآخِر الأمر؛ وأنشد أبو سعيد لأبي ذؤيب:


(١) في الأصل: "المناحب" مكان قوله: "المجاهد"؛ وهو تحريف.
(٢) هذا بعض بيت، وهو:
بطخفة جالدنا الملوك وخيلنا ... عشية بسطام جرين على نحب

<<  <  ج: ص:  >  >>