للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى إذا انتَصَف النها ... رُ وقلتُ يومُ حَقُّ دئبْ (١)

يقول: هذا يومُ عَدْوِى إلى اللّيل أدْابَه (٢)؛ ويُروَى: نَصَفَ النهارُ، وهو الأجوَد.

رفّعتُ عَينى بِالحجا ... زِ إلى أُناسٍ بالمَناقب (٣)

وذكرتُ أهلى بالعَرا ... ء وحاجةَ الشُّعْثِ التَّوالِب

التَّوالِب: الحِجاش الصِّغار من أولاد الحمير، وإنّما ضَرَب هذا مَثَلا، وأنشَدَنا:

* على بَيْدانةٍ (٤) أمِّ تَوْلَبِ *

المُصرِمين من التِّلا ... دِ اللَّامحِين إلى الأقاربْ

المُصِرمين: المُخِفِّين، وأصله صاحب صِرْمة، والصِّرْمة: القطعة من الإبل ما بين الخَمس إلى العشر (٥).


(١) في شرح السكرى "ذائب" بالمعجمة؛ وفسره بأنه الشديد الحرّ.
(٢) أدأبه، أي أدأب الذي يطرده؛ قال السكرى في شرح هذه الكلمة: دائب من الدأب، أي يدأب يومه، والمعنى الرجل الذي طرده. قال: ويروى: "ويومى حق رائب" من الريبة.
(٣) ذكر ياقوت في المناقب أنه اسم جبل معترض، ويسمى بذلك لأن فيه ثنايا وطرقا إلى اليمن وإلى اليمامة وإلى أعالى نجد وإلى الطائف، ففيه ثلاثة مناقب يقال لإحداها الزلالة، وللأخرى قبرين، وللثالثة البيضاء. وقال السكرى في شرحه: المناقب أماكن. وقال أيضاً: الطرق في الغلظ وبين الجبل مناقب. وروى السكرى هذا البيت "رفعت عينىّ الحجاز" الخ. ورفعت عينى بالحجاز أي نظرت إليه نظرا بعضه أرفع من بعض كما يستفاد من كتب اللغة فى معنى الترفيع، يقال: رفع في عدوه إذا عدا عدوا بعضه أرفع من بعض.
(٤) البيدانة: الأتان، اسم لها، وهذا بعض من عجز بيت، وهو:
ويوما على صلت الجبين مسحج ... ويوما على بيدانة الخ
اللسان (مادة بيد).
(٥) بقى تفسير قوله: اللامحين إلى الأقارب، وقد شرح ذلك السكرى فقال: اللامحين إلى الأقارب، إلى من يأتيهم من أقاربهم بشئ يأكلونه. اهـ

<<  <  ج: ص:  >  >>