للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: أصابهم ما أصاب قومَ ثمودَ حين رغا بهم البَكر (١) من الهلاك؛ وأنشِدْنا لعَلْقمةَ فيِ عَبْدة:

رغَا فوقَهُمْ سَقبُ السماء فَداحِصٌ (٢) ... بشِكّته لَم يُستلَبْ وسَلِيبُ

وقوله: بكارِبٍ متزلِّف، بكارِب، أي بِكَرْب. متزلِّف: يتزلّف منهم أي يدنو من أجوافهم.

وتبوّأ الأبطالُ بعد حَزاحِزٍ ... هَكعَ النَّواحِز فى مُناخ المَوْحِف (٣)

الهَكعْ: السُّعال. يقول: تبوَّأ الأبْطَالُ يَهْكَعون، يقال: هَكَعَ يَهكَع هُكاعا وهَكعا. النواحِز، يقول: يَزْحَرون (٤)، قال: وأنشدَني أبو عمرو بنُ العَلاء:

إذا راعِياها ثَوَّراها لمَنزِلٍ ... تُحَزْحز حتى يأذَنا بالتحَزْحز (٥)

يقول: جَعلوا يَزْفِرون كما يَزْفر البعير الناحِز.

عَجلتْ يداكَ لخيرِهمْ بمُرِشّةٍ ... كالعَطِّ (٦) وَسْطَ مزَادةِ المستخلِفِ


(١) يريد بالبكر ولد ناقة صالح التي عقروها؛ وأضافه إلى السماء لأنه رفع إلى السماء قاله في اللسان (مادة دحص).
(٢) الداحص هو الذي يبحث بيديه ورجليه وهو يجود بنفسه كالمذبوح.
(٣) ورد هذا البيت في اللسان مادة (هكع) بعد ذكر الهكاع بمعنى السعال، وقال في تفسيره ما نصه: الحزاحز: الحركات، ومعناه أنهم تبوّأوا مراكزهم في الحرب بعد حزاحز كانت لهم حتى هكعوا بعد ذلك وهكوعم بروكهم للقتال كما تهكع النواحز من الإبل في مباركها أي تسكن وتطمئن. وقال في مادة (زحز) ما نصه: والحزحزة من فعل الرئيس في الحرب عند تعبية الصفوف، وهو أن يقدم هذا ويؤخر هذا، يقال هم في حزاحز من أمرهم، وأنشد هذا البيت ثم قال: والموحف: المنزل بعينه، وذلك أن البعير الذي به النحاز يترك في مناخه لا يثار حتى يبرأ أو يموت. وفي مادة (وحف) أن الموحف مبرك الإبل.
(٤) في اللسان أن النحاز سعال الإبل إذا اشتدّ.
(٥) لم نجد هذا البيت فيما بين أيدينا من الكتب.
(٦) العط: الشق. والمزادة: الراوية معروفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>