للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نُفِئ لكِ زادا، أي نُفِىْ عليكِ فَيْئا، ونُعَدِّك: نَصْرِفُكِ بإمساك الفم، أي نَصْرِفُكِ بأَزْمِه لا تأكلين. وحدّثنا الأصمعىّ قال: حدّثنا سُفْيان بنُ عُيَينة قال: قال عمرُ بنُ الخطّاب - رضي الله تعالى عنه - للحارث بن كَلَدة: يا حارِ، ما الطِّبّ؟ قال: الأَزْم، يعني إمساكَ الفم عن الطعام.

إذا هي حَنّتْ للهوى حَنَّ جَوْفُها ... كجَوْف البعير قَلبُها غيرُ ذى عَزْمِ

يقول: إذا حَنّث إلى أهلها وبلدِها فَتحتْ فمهَا، تحنّ كما يحنّ البعير. قَلْبُها غيرُ ذى عَزْم، أي هي غير ساكنة، وذلك أن العازم يَسكُن.

فلا وأبيكِ الخير لا تَجِدينَه ... جَميلَ الغِنَى ولا (١) صبورا على العُدْمِ

يقول: لا تَجِدِينه جميلَ الأمر إذا استغنى ولا تَجِدينه صَبورا اذا افتَقَر.

ولا بَطَلا إذا الكُماةُ تَزيَّنْوا ... لَدَى غَمَرات الموتِ بالحالك الفَدْمِ

الفَدْم: الثقيل من الدم، وهو ها هنا الخاثر، وكذلك صِبْغٌ مُفْدَم. قال أبو سعيد: وزْينتهُمْ فى الحرب أن يتضمّخوا بالدم؛ وهذا مَثَل. والفَدْم: الشديد الحُمْرة. وثوبٌ مُفْدَم: إذا كان مشبَعَ الصِّبغْ، وأراد هو بالحالك الفَدْم أىَّ دم شديدِ السّواد؛ يقول: إذا كان هذا زينتهم.

أبَعْدَ بلائى ضَلّتِ البيتَ مِن عَمًى ... تُحِبُّ فِراقى أو يَحِلُّ لهما شَتْمِى


(١) فى النسختين الشنقيطية والأوربية "إلا صبورا"؛ وهو تحريف إذ لا يتفق هذا مع قوله بعد: "ولا بطلا". والصواب ما أثبتنا نقلا عن خزانة الأدب ج ٢ ص ٣٦٥. وقال البغدادى فى تفسير هذا البيت: يقول: إن تزوجت زوجا لا تجدينه متعففا ولا يصبر على العدم أي الفقر. اهـ

<<  <  ج: ص:  >  >>