للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"من أقال نادمًا أقالَه الله تعالى عثرته" (١).

و"من أنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَع عنه، أظلَّه الله تعالى في ظل عرشه" (٢)؛ لأنه لما جعله في ظِلِّ الإنظار والصبر، ونجاه من حَرِّ المطالبة، وحرارة تَكَلُّفِ الأداء مع عسرته وعجزه = نجَّاه الله تعالى من حر الشمس يوم القيامة إلى ظل العرش.

وكذلك الحديث الذي في الترمذي وغيره، عن النبي أنه قال في خطبته يومًا: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يَدْخُل الإيمانُ إلى قلبه (٣)، لا تُؤْذُوا المسلمين، ولا تَتَبَّعوا عوراتهم؛ فإنَّه من تَتَبَّعَ عورة أخيه تتَبَّعَ الله عورتَهُ، ومن تتَبَّعَ الله عورته يَفْضَحْهُ ولو في جوف بيته" (٤).

فكما تدين تُدان، وَكُنْ كيف شئت؛ فإن الله تعالى لك كما تكون


(١) أخرجه أبو داود (٣٤٥٤)، وابن ماجه (٢١٩٩) وغيرهما عن أبي هريرة .
وصححه ابن حبان (٥٠٢٩) واللفظ له، والحاكم (٢/ ٤٥) على شرط الشيخين، ولم يتعقّبه الذهبي.
(٢) أخرجه مسلم (٣٠٠٦) من حديث أبي اليَسَر .
(٣) (ت): "ولم يؤمن بقلبه"، وفي مطبوعة الترمذيّ: "ولم يُفْضِ الإيمان إلى قلبه"، والمثبت من (ح) و (ق).
(٤) أخرجه الترمذي (٢٠٣٢) من حديث ابن عمر ، وقال: "حسن غريب"، وصحّحه ابن حبان (٥٧٦٣).
وانظر: "العلل" لابن أبي حاتم (٢/ ٣٠٦).
وله شواهد من حديث جماعة من الصحابة.
انظر: "تفسير ابن كثير" (٧/ ٣٢٧٣)، و"الترغيب والترهيب" (٣/ ١٩٧ - ١٩٨) للمنذري.

<<  <  ج: ص:  >  >>